توماس دول ومحاولة استغفال الهلاليين

موفق النويصر

TT

لعل أفضل وصف يمكن إطلاقه على التصريح الذي أدلى به الألماني توماس دول، المدير الفني لفريق الهلال، خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب مباراة فريقه الدورية أمام القادسية، وانتهت لصالح الهلال بنتيجة 5 - 4، هو أنه «هروب للأمام».

دول الذي ألقى باللائمة على استقبال شباك فريقه لأربعة أهداف بعد أن كان متقدما بخمسة أهداف، إلى عقلية اللاعب السعودي، الذي يتراخى بعد تسجيله عددا من الأهداف، وأنه لا يفكر بعقلية السعي وراء المزيد من الأهداف.

ولكي يقنعنا السيد دول بذلك، استشهد بما فعله منتخب بلاده أمام السعودية في نهائيات كأس العالم 2002، عندما سجل 4 أهداف نظيفة في شوط المباراة الأول، وأتبعها بأربعة أخرى في الشوط الثاني، لتنتهي المباراة بنتيجة تاريخية قوامها 8 - 0.

في تقديري أن السيد دول يتحمل كامل المسؤولية عن تراجع فريقه المخيف في شوط المباراة الثاني، حتى وإن تحدث بعض نجوم الفريق عن فقدانهم للتركيز في هذا الشوط.

فالتغيرات التي أجراها باستبداله أحمد الفريدي قبل بداية الشوط الثاني، كانت سببا رئيسيا في تسليم زمام المباراة لمدرب القادسية. فلا هو بالذي انتظر حتى يكتشف خطة منافسة، وبالتالي يتعامل مع المعطيات الجديدة برؤية أكبر، ولا هو بالذي حافظ على تماسك فريقه الذي جلب له 5 أهداف في الشوط الأول.

وبما السيد دول ذكرنا بمنتخب بلاده في كأس العالم، فليته يخبرنا كيف تعامل رودي فوللر، مدرب منتخب ألمانيا في تلك المباراة؟ وهل جرد فريقه من قوته الهجومية، كما فعل هو، أم أنه استبدلها بأخرى هجومية للحفاظ على تقدمه.

الأمر الآخر هو موضوع استبعاد ماجد المرشدي عن تشكيلة الفريق بقرار إداري، ثم مشاركته في منتصف الشوط الثاني، بديلا عن قائد الفريق أسامة هوساوي، رغم أن جميع المؤشرات كانت تشير إلى أن حسن خيرات هو الحلقة الأضعف في هيكل الفريق، كونه لم يشارك كأساسي منذ العام الماضي.

وليت السيد دول اكتفى بذلك، ولكنه اختار التوقيت الخطأ لتغيير هوساوي، حيث أجرى تغييره وفريقه يتعرض لخطأ مباشر على مشارف خط الـ18، وهي حالة بدائية لا تغيب عن ذهن أي مدرب مبتدئ، بأن يؤجل تغييراته إلى ما بعد تنفيذ الخطأ، حتى يحافظ لاعبوه على انضباطهم وتركيزهم.

الأكيد أن السيد دول الذي أجاد قراءة الشوط الأول، أخطأ في قراءة الشوط الثاني، كما أنه لم يستفد من تغييراته بشكل صحيح، فأفقد فريقه توازنه، خاصة وهو يعلم أن اثنين من لاعبيه (عبد العزيز الدوسري وعادل هرماش) عائدان للتو من الإصابة، وهو ما ظهر جليا في الدقائق الأخيرة من المباراة، عندما لم يستطع الدوسري إكمال المباراة نتيجة الإجهاد الذي تعرض له.

بقي القول إننا كمشاهدين ونقاد كنا سنحترم السيد دول لو أنه اعترف بخطئه في التعاطي مع أحداث الشوط الثاني من المباراة، وأنه سيعمل على تلافي ذلك في المباريات المقبلة، بدلا من محاولة استغفالنا وتحميل لاعبيه نتيجة أخطائه وحماقاته.

[email protected]