الدوري الإيطالي يخضع إلى حالة حمية شديدة

ألبرتو تشيروتي

TT

تعرضنا للكثير من الخداع في عالم كرة القدم الإيطالي. وشهدنا التأهل المبكر اللامع والمستحق لمنتخب برانديللي إلى بطولة أمم أوروبا 2012، يتبعه التقدم المشجع لمنتخب الناشئين تحت 21 عاما في فرارا. وعلى العكس، بعد فترة التوقف من أجل المنتخب الإيطالي، هبطنا إلى مرارة أرض الواقع الحزين للدوري الإيطالي الخفيف، واضطررنا إلى الخضوع لحمية شديدة من الأهداف والعروض والمشاعر، الأمر الذي يجعل من كان لديه حلم هارب أو صحوة يشعر بالتعطش إلى الفرص التي تم إهدارها، حيث ضاعت فرصة فوز الإنتر في أول مباراة له بعد فترة التوقف أمام فريق كاتانيا، وتبخر كذلك فوز فريق روما في الدقائق الأخيرة من المباراة أمام فريق لاتسيو الذي يزيد بلاعب بعد طرد كيار، لاعب روما، مرورا بالتعادل السلبي لفريق اليوفي الذي لم ينجح في انتزاع ثلاث نقاط من فريق كييفو، وهكذا لا يظهر في الأفق فريق يقود الدوري الإيطالي.

وقد تحقق الرقم القياسي السلبي لعدد الأهداف في هذا الموسم الذي يبلغ 14 هدفا، خاصة بعد التعادل السلبي في خمس مباريات، وهو ما يعني نصف عدد مباريات نهاية هذا الأسبوع. ولا يعد ما سبق مجرد إحصائيات بيانية بسيطة، ولكن تأكيدا محرجا على تواضع الدوري الإيطالي الذي كان يعتبر من قبل الدوري الأكثر جمالا في العالم. وإذا كنا نرغب بالفعل في النضج، فعلينا التوقف عن أن نجد العزاء في خوضنا الأدوار الأصعب والأكثر توازنا في العالم، وتجنب التمسك بالأعذار المختلقة بسبب التزامات لاعبينا الدوليين مع منتخباتهم أو بما هو أقل هشاشة فيما يتعلق بتقاطع مباريات الدوري الإيطالي مع مباريات دوري الأبطال. فقد قاد ميسي وماسكيرانو وهيغواين، العائدون من أميركا الجنوبية وليس من مباراة المنتخب الإيطالي في بسكارا، مباريات برشلونة وريال مدريد أيضا مع تسديد الأهداف، بينما فازت فرق بايرن ميونيخ الألماني وليل الفرنسي وباتي بوريس الروسي دون أي مشكلات، ولم تتأثر على الإطلاق بمباريات دوري الأبطال.

ومن ناحية أخرى، تعكس مرآة الجولة الأخيرة نفس صور الدور السابق، ولكن بشكل مظلم أكثر من ذي قبل، من النتيجة المضاعفة 2-0 أمام فريقي الميلان وبولونيا على أرضهما، إلى التعادل السلبي المضاعف في المباريات الخارجية أمام فريقي كييفو وأتلانتا، وما زال فريقا اليوفي وأودينيزي في صدارة ترتيب الدوري الإيطالي، نظرا لأن فريق كالياري أفسد أيضا فرصة عظيمة لتجاوزهما بالسقوط في التعادل السلبي أمام فريق سيينا. ومنذ عام مضى، كان فريق لاتسيو بمفرده في الزعامة، عندما كان يعتبر 13 هدفا قليلة للغاية، أما الآن فيكفي أقل من ذلك بهدف لكي يشعر الفريق بأنه أقوى من الجميع، حتى إذا ما بدا مع عودة الخريف البارد، قد عاد أيضا فريق الميلان كما كان منذ عام مضى، ولكنه ينطلق ببطء.

إذن، لا يوجد أحد أكثر سعادة من أليغري، مدرب الميلان، بالنتائج الحالية للمباريات التي خاضها من أجل الدرع، خاصة بالنظر إلى توقف يوفنتوس بالتعادل السلبي الأخير. ومن الواضح أن فريق كييفو تجاوز بالفعل نابولي، ولكن، بوجه خاص، إنها المرة الأولى التي لا يسجل فيها فريق السيدة العجوز في مباريات هذا الموسم، على الرغم من خوضه المباراة بنفس طريقة اللعب وبنفس اللاعبين الذين سحقوا فريق الميلان. وإذا كان اللاعبان الأفضل هما بارزالي وبيبي، وسيحدث التميز بوصول ديل بييرو، فإن ذلك يعني أن الضراوة والفخر غير كافيين من أجل التفوق النهائي في المهارة، حتى إذا كان هذا لا يمثل شيئا نسبة إلى ما جعل الإنتر يخرج من سباق التنافس على درع الدوري. إذن، هو أحد الأسباب التي تجعلنا نتمنى التوفيق لرانييري، مدرب الإنتر، في دوري الأبطال، وبالطبع، نتمنى أيضا التوفيق لماتزاري، مدرب نابولي، وأليغري، لأن في دوري الأبطال الأوروبي ممنوع التشتت.