يا «ريكارد» إنها لأزمة ثقة!

هيا الغامدي

TT

لدى فرانك ريكارد هدفان أساسيان أعلن عنهما عند بداية التوقيع مع الأخضر السعودي هما: العمل على تحقيق النتائج الإيجابية الجيدة.. «كهدف قريب المدى»، والآخر يتمثل في التعرف على المواهب الشابة وعمل قاعدة ثانية.. «صف رديف» للكرة السعودية وهو الهدف البعيد المدى والذي حرص المسؤولون على تأمينه منذ زمن وتحويله لواقع ملموس نجني ثماره عمليا.

ولو أتينا لتفنيد تلك الأهداف وتحليلها لوجدنا أن ريكارد ومنذ تسلمه لقيادة الدفة الفنية لمنتخبنا لا يزال بعيدا عن تحقيق أول أهدافه ولا حتى «بصيص أمل» منها - حتى الآن - فالنتائج التي حققها المنتخب معه لا تزال تتراوح ما بين التعادل والخسارة، فالأول مع منتخبين «عاديين» قاريا عمان وتايلاند مع احترامي والآخر مع منتخب رأى ريكارد أن الخسارة أمامه متوقعة بل «طبيعية» عطفا على رقم تصنيفه بين المنتخبات العالمية، وهنا لي تعليق على قناعة ريكارد تلك وهو النجم المشهور والمدرب العالمي والرياضي الفذ إذا كانت «استراليا» ترهبك وترعب منتخبك الذي تقوده، فما العمل «لو» تحقق الهدف الأسمى وبلغت المونديال مع فرق عالمية أكبر وأشهر وأقوى من استراليا؟!!

ومن علمك أن «تهوين مصاب الفشل-الخسارة» أمام لاعبيك مستساغ ومرغوب أو مطلوب في قائمة قبول الأعذار النهائية؟! أو حتى توقعها مبكرا أو تعويد اللاعبين على تمريرها بحجة تفاوت رتب التصنيف أو تعويدهم على سياسة «السقف المحدود» أو بالعامية.. «على قد لحافك مد رجليك» وبالتالي لا خير في استراتيجية تقودها أنت أو غيرك بصراحة!

يا ريكارد أنت خير من يدرك أن التدريب كما يحتاج للعمل والمثابرة والتخطيط..، يحتاج للنظرة الإيجابية والتفاؤل والشجاعة لتخطي العقبات نفسيا وذهنيا ومن ثم بدنيا، فإذا كرست داخل قناعات لاعبيك بأن الخسارة «متوقعة» ومنتظرة من «س» من المنتخبات أو «ص» فأنت قد مهدت للفشل من البداية و«هونت» خطيئة الخسارة.. أيعقل؟!!

أعتقد بأن على ريكارد الذي ابتهجنا بخطوة الاتحاد السعودي بالتعاقد معه أن يعيد حساباته في مسألة التعبئة النفسية والذهنية قبل البدنية، خاصة الجانب السيكولوجي خاصة أننا - ليس نحن فقط - كمنتخبات عربية بعيدون تماما عن ثقافة وجود «الاختصاصي النفسي» بالمنتخب والذي يؤسس لعمل المدرب ويعزز القناعات الإيجابية لتخطي الحواجز.

أبرز نقاط الاتفاق مع المدرب تلك التي وضعت اليد على الجرح، والاتجاه بالتطوير من الداخل «كنواة» للخارج «كقشور وأسطحة»، العمل الهيكلي الرياضي ووضع الخطط العلمية حسب الفئات العمرية التي كانت سببا في تطور بعض منتخبات آسيا الحالية، ونحن لا نزال نقفز على الواقع ونتخطى الحواجز «بأقدام صناعية» وأحيانا مبتورة وبالتالي نبقى في دائرة التوهان، لا نملك صبرا ولا بصيرة فننتكس ونمارس النكوص للوراء مسافات بالاستحقاقات المختلفة، ونعود لخانة «الصفر» ونبدأ العد من جديد.. (ملل)!!

وبالنسبة لأهداف ريكارد أعتقد بأنها بحاجة لنقاط مكتملة بالثلاث لقاءات الآسيوية المقبلة إذا ما أراد التأهل والذي يحتاج منا لمزيد من الثقة بالمنتخب، ولريكارد وعناصره المزيد من الثقة بالنفس والإمكانات على الأقل لإبعاد شبح الخروج والفشل والخسارة... إنها لأزمة ثقة ضمن حقيقة تدعو لإخراج التأهل من قائمة الإرث المتبادل أو على الأقل نفيها شعبيا وإعلاميا بشكل أو بآخر!