«كنز أليغري»

فرانكو أرتوري

TT

لم تتحدد بعد ملامح بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي لهذا الموسم. بينما الموقف يختلف بالنسبة ليوفنتوس المتصدر. فالركض مع المبادلة بين اللاعبين يتوج المدرب كونتي و«كتيبته» الذين يقبعون في الصدارة منفردين. كما أن الثلاث نقاط التي حققها اليوفي في مستهل لقاءات الجولة التاسعة للدوري سمحت للاعبيه برؤية آمال الصدارة لدى أودينيزي ولاتسيو تتبخر. خلف ذلك مباشرة، أثار تقدم الميلان ضجيجا كبيرا، وقد سجل 13 هدفا في الأربع مباريات الأخيرة (بما فيها مباراة دوري الأبطال)، هذا علاوة على عودة نابولي للانتصارات والذي يوقف غويدلوين، فالأمر صعب من دون دي ناتالي.

والمعنى، في المقدمة هناك خمسة فرق تفصل بينها ثلاث نقاط فقط، وكانوا ليصيروا ستة لأن أتلانتا (الذي يستحق الإشادة) قد حقق فعليا 15 نقطة، ومنعه كاستيلاتزي حارس الإنتر من تحقيق نقطتين إضافيتين بتصديه لركلة الجزاء في الدقائق الأخيرة من المباراة، وربما كانت الخسارة لتمثل صفعة قوية لفريق إنتر عاد لطبيعته فعلا لكنه ما زال بعيدا جدا عن المراكز الأولى. انخفضت درجة الحرارة، لكن فترة النقاهة لا تزال مستمرة، ومن الأفضل عدم إحصاء الفرق التي تسبقه في الترتيب، وعددها 15. وعليه الآن تركيز كل ما لديه على مباراة السبت أمام يوفنتوس، فهناك من الممكن أن يتحول مسار الموسم.

إنها بطولة دوري تتحول فيها مباراتان من علامة الاستفهام إلى التعجب، أو العكس. في قائمة من أحدثوا التحول، نجد رييا وبواتينغ، نوتشيرينو وماتري، لافيتسي ولويس إنريكي، أليغري وماتزاري. تعجل الحكم على صفقة شراء بأنها خاطئة، والمدرب المتخبط أو اللاعب المخيب، يعرض لأحكام تم نفيها أو سحبها في غضون تسعين دقيقة، وفي المقابل فإن بطل سير من يقود السرية يسمح باستعادة لاعبين مهمين بشكل سريع.

لنتوقف قليلا عند الثلاثة فرق التي كتبت صفحة ذات معنى مساء الأربعاء، ولنبدأ بالميلان فورا، حيث يقول الترتيب الحالي لفرق الدوري إن حامل اللقب قد امتص اللكمات أمام منافسيه المباشرين على اللقب، يوفنتوس، ونابولي، وهو أمر مقلق لمن يريد انتزاع اللقب من هذا الفريق. كما تهطل الأهداف بغزارة من لاعبي الوسط، فمن ثلاثية بواتينغ في ليتشي إلى تلك التي سجلها نوتشيرينو أمام بارما، والمعنى: إذا كان الفريق يركض فلا أحد يمسك به في الهجوم، والمفاجأة تتمثل في أنه بعد تسع جولات، باستثناء الحارس أبياتي، فإن أكثر من شاركوا (وربما هما الأفضل كمتوسط أداء) هما كاسانو ونوتشيرينو، وهي طريقة أخرى تخبرنا أن فريق أليغري (الذي دفع بخمسة لاعبين جدد في التشكيلة الأساسية مقارنة بالمباراة السابقة) هو الأفضل من حيث اللاعبين المتاحين. وأن الصفقات الصيفية كانت ناجحة.

ثم فريق نابولي، فإذا سجل لافيتسي أيضا يكون بإمكان ماتزاري فعلا أن يأمل في ندرة تكرار الصعوبات التي قد تواجه الفريق، فأمام الفرق الكبرى يميل الفريق ليكون بنفس القوى، وهو الشيء الذي ما زال يميز انعدام الاستمرارية في الأداء.

وفي النهاية فريق روما، والذي خسر حقا، لكن بالصدفة. كرة القدم هي ذاتها دائما، وإهدار الفرص هو المرض الصبياني لفريق كبير في مرحلة البناء. ويمكننا المراهنة على أن فريق روما هو صاحب الطموح الأكبر من بين الفرق التي تنظر عاليا. حينما تتحول هذه الرغبة القوية لأهداف ويتوازن الشق الدفاعي مع الانطلاقات نحو الهجوم، سيكون صعبا إيقافهم. ويوم السبت المقبل، سيتعين على الميلان البقاء كثيرا في الدفاع.