«الاتحاد» بريء.. و«الغرب» مذنب!

هيا الغامدي

TT

خروج الاتحاد السعودي من الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا ليس الأول من نوعه، وقد أصبح لدينا الثقافة المتقبلة نوعا ما والاعتيادية التي أدمناها فلم يعد يؤثر بنا مثل هذا الخروج، وأصبحت تغلف كافة المشاركات، ليست الاتحادية فقط عبر الخمس سنوات الأخيرة، بل السعودية والخليجية والعربية وفرق الغرب الآسيوي كمحيط أوسع.

تلك حقيقة واضحة للعيان لا تقبل النقاش كونها على علاقة بأسباب ومسببات متشابكة ومتداخلة معقدة أحيانا لكنها على علاقة بنقطة اتفاق مركزية واحدة تعنى «بالتطوير» الذي ينقي بدوره كل شيء وينقحه ويبرمجه بشكل علمي مدروس بعيدا عن العشوائية والمزاجية.

فحري بنا - بدلا من أن نلقي باللوم أو «الشماتة» بالاتحاد كفريق عجز عن التأهل للنهائي مع أنه أفضل من سواه كوصول - أن نناقش بشكل عقلاني أسباب تلك الظاهرة المتفشية بالغرب الآسيوي بأكمله وليس مع فرقنا فقط، لماذا يتقدم الشرق؟ بينما لا يزال الغرب متأخرا بل منتكسا!

أين الخلل؟ وما الحل لتحقيق معادلة التوازن القاري الذي كانت تميل كفته نحو الغرب بالماضي، دعونا نتفق بأن هناك عدة نقاط أساسية أسهمت في ترجيح كفة الشرق وكيف تطور؟!!

سنأتي بداية للانطلاق من الاتفاق على فكرة الاختلاف بالعقلية الاحترافية والانضباط داخل وخارج الملعب وتوفر الأجواء الصحية السليمة لممارسة الكرة بعيدا عن الضغوط والشحن، والاهتمام بالفئات العمرية (المراحل السنية) وتوجيهها بشكل علمي، والانفتاح احترافيا على دول العالم المتقدم كرويا، بينما لدينا تتشابك الأسباب مع المسببات ويتوه الخلل بين الأفراد والمجموعات وتضيع الخطط بين الوقتية واستراتيجيات البنى التحتية!

لديهم التطوير مزيج من الرغبة المتنامية والطموح المشترك المتزايد، فالمال يصرف عبر قنوات متخصصة تملك العقلية النموذجية لصرف تلك الطاقات بمحلها وبشكل يعود بالفائدة والنفع، بينما يفتقد المال للتوجيه السليم لدى بعض الإدارات «الجاهلة» التي تملك المال ولا تملك الفكر لإدارته!

هم يهتمون بالكوادر التدريبية ويضعون الاستراتيجيات المتجددة لتطويرها من خلال ورش العمل والدورات التدريبية وبناء الأجهزة المتكاملة فكل جهاز يشمل مدربا ومساعده ومعالجا وطبيبا نفسيا وخبيرا غذائيا ولياقيا..، لدينا لا تتعدى النظرة للمدربين الوطنيين كونهم «إسعافيين» للحالات الطارئة في ظل انتعاش سوق الأجانب!!

تحكيميا.. تحكيمهم الأفضل على مستوى القارة.. أما لماذا؟ فالأمر راجع لسياسة تطوير الحكم كونه إحدى ركائز التطوير والارتقاء، فهم يفعلون الدورات التطويرية لمتابعة كافة التحديثات بقوانين كرة القدم العالمية.

الأهم وجود دوري منتظم ومخطط يعمل وفق برامج صحيحة ومدروسة تأخذ بعين الاعتبار كافة التداخلات مما يتيح الفرصة للاعبين للتنقل بشكل «رشيق وصحي» بين الأندية والمنتخبات بشكل لا يؤثر سلبا على النتائج كما لدينا، بمعنى أن هناك تطويرا في جانب أنظمة الاحتراف وبرمجة نظام الدوريات المحلية والمسابقات الإقليمية والقارية بشكل يراعي مصلحة اللاعب والكيان، أما نحن فنفتقد للتخطيط كما أن البرمجة عشوائية في معظمها.

الإعلام لديهم وسيلة لتثقيف كافة المنتمين للمنظومة الرياضية بعيدا عن السب والشتم والتجريح واصطياد الأخطاء مثل الذي لدى الإعلام الجاهل والمتعصب والمضاد والمنتمي، انظروا للفرق واحسبوا المسافة ومن ثم لوموا الفروق الفردية بل لوموا الغرب فهو المذنب قبل أن تلوموا الاتحاد!