«ولكن حمزة لا بواكي له»!

مساعد العصيمي

TT

من أسوأ ما في كرتنا هو مقدار الحدة والخروج عن النص حين حدوث أي خسارة. وعليه فقد بات كبش الفداء سمة من سمات تعاملنا مع النكسات والملمات النتائجية.. لذلك لم يكن غريبا أن يشهد تاريخنا الكروي القصير أكبر عدد من المدربين الأجانب، سواء للمنتخبات أو الأندية، بما فاق أي بلد آخر، كله لأجل أن نقنع أنفسنا أن خسائرنا حدثت جراء أخطاء الآخرين!

إقصاء المدرب.. إعادة الاستراتيجيات.. أو حتى استقالة الإدارات.. كلها أمور باتت حاضرة وإن كانت الأخيرة نادرة الحدوث.. لكن يبدو أننا أمام موعد جديد مع أسباب لا تنكشف لأحد سوانا.. والسبب أننا أصحاب أولويات لا منافس لنا عليها.. ففي فترة سابقة أقلنا مدرب المنتخب.. لأننا اكتشفنا بعد أن أهلنا إلى المونديال أنه غير مستقر نفسيا.. وماذا كنا نريد من نفسيته ما دام قد حقق الفعل الأهم؟! وفي أنديتنا حدث ولا حرج من المفارقات العجيبة.. لكن لنكتفِ بالأخيرة.. تلك التي لم نجد لها نظيرا.. فها هو الاتحاد بعد الخروج الآسيوي يكتشف العلة التي منعته من الفوز.. إنها في المساعدين خليفة وإدريس.

نعم، وبتوفيق من الله، وقفنا على أسباب التأخر والخسائر.. اطلعنا على أصحاب الفعل غير الملائم.. اكتشفنا أن إدريس وحسن هما من قوضا الاتحاد وأقصياه.. فيا له من نصر عظيم.. لأن طردهما بات واجبا!

وأقول: إن مثل ذلك من النوع المبكي المضحك، فأي صفاقة هي؟ وأي توجه؟ فهل الإدارة لم تقدر على المدرب فضربت المساعدين.. ولا على فرحان ولا على تسرعها مع ديمتري فاختارت الركن الأضعف.. وعلى رأي إخواننا المصريين «يا ولداه.. حكم القوي على الضعيف»؟ حقيقة كنت أتمنى أن يتقبل الاتحاديون الخسارة ويؤمنوا بها وأن يتلقوا كل النقد على أن يقدموا على هذا الأمر الذي فيه بعض من ضعف الخبرة وكثير من الغطرسة تجاه من ينتمون لهم ولنا محليا. لم تسعفنا الآراء تجاه أسباب الإقالة.. فهناك من الإدارة من سرب أنه لرفضهما تشبيب الفريق.. وهناك من أشار لرغبة اللاعبين.. وغيرها من التأكيدات التي سيضيق المقام بذكرها.. لكن الأهم أن اللاعبين أنكروا ذلك وحال الفريق وإدارة ديمتري ينفيان السبب الأول.. إذن الأمر يتعلق بكبش فداء.. ولا علينا إن أصاب الأمر سمعة فنيين سعوديين قديرين.. وأحرجهما أمام الآخرين.. المهم أن نصل إلى كبش فداء.. ونبقى نحن في الواجهة.

أقول وأمري لله كان جديرا أن تكون إدارة بن داخل أكثر موضوعية.. بل ومنطقية.. لكن وفق تصرفها هذا فهي قد أعيت القرار.. وأضرت بالتوجه الاتحادي.. لأنها لو فعلت ذلك مع ديمتري لقلنا استحق لأنه هرم العمل الفني.. لكنها اختارت الركن الأضعف.. لتسقط عليه إخفاقها ومدربها.. وما نختم به الحديث الشريف الذي بات مثلا دارجا «ولكن حمزة لا بواكي له».

[email protected]