جامباولو دفع الثمن وربما يلحق به إنريكي

لويجي جارلاندو

TT

ربما ينبغي منع المدربين من الوصول إلى برشلونة، أو على الأقل تحذيرهم من مخاطر الاقتراب كثيرا من المركز الرياضي الخاص بالفريق في سانت خوان ديسبي، الذي يشبه جزيرة السيرينات (عرائس البحر الساحرات)، بين سيلا وكاريدي في الإلياذة والأوديسا، من دون الشمع في الآذان الذي كان يستخدمه بحارة أوديسيوس، بإمكانك أن تنبهر بأنشودة 4 - 3 - 3 الخاصة بغوارديولا. ثم تذهب إلى تشيزينا، معتقدا أن اللاعب غوانا بإمكانه أن يؤدي مثل تشابي وأن زميله إيدر يمكنه المراوغة بسهولة مثل ميسي. لقد حدث ذلك مع جامباولو، الذي درس فريق برشلونة طويلا، وانتهت «رحلته المجنونة» بالفعل، وقد تابعناه بإعجاب بسبب شجاعة ما قام به، وتم تقديره من جانب زملائه لحلوله الدفاعية، فقد تعلم على يد المدرب ديل نيري بعد مغامرات غير سعيدة. لقد حاول جامباولو التوجه نحو كرة قدم هجومية، وسارت معه الأمور بشكل سيئ، فقد سجل فريقه تشيزينا 3 أهداف فقط في 9 مباريات خاضها في بطولة الدوري، أي العدد نفسه الذي سجله ميسي السبت الماضي في مرمى مايوركا. فريق برشلونة جميل أجل، مثلما أن التنورة القصيرة جميلة، لكن ليس كل الأقدام يمكن ارتداؤها.

من جهة أخرى، وبعد الخسارة الثانية على التوالي، حاز لويس إنريكي، مدرب فريق روما، ثقة الإدارة، لكن اللاعبين القدامى لا يشعرون بالراحة، وسيمنح المدرب الإسباني مساحة أكبر للشباب، والأكثر استعدادا بطبيعة الحال لتعلم أشياء جديدة، ولن يكفي وضع دي روسي في الملعب على طريقة بيكيه، والعودة ببويان كريكيتش إلى الوراء لإعادة خلق سحر البارسا. لويس إنريكي هو أول من يعرف ذلك، ويحتاج للوقت، والصبر والجاهزية تحديدا من جانب اللاعبين، لكن يتعين على لويس أيضا بذل مجهود، بأن يأخذ في الاعتبار السياق الذي يتحرك فيه، ومجموعة اللاعبين وما جرت عليه التقاليد في العاصمة الإيطالية. إن روما ليست هي حجر عثرة بيب غوارديولا؛ حيث يصل الشباب إلى الفريق الأول والذين تربوا على الكرة الهجومية منذ سنين (مرر وسيطر) في مدرسة الكرة، ورؤية ثمار الزيتون الباردة في حدائق الشمال السحيق تعتبر حزنا لا ينتهي، والزيتون يحتاج للشمس، وأي عملية زرع لا بد أن تتم بحنكة.

وقد قام برانديللي، مدرب المنتخب الإيطالي، بهذا الشيء بحنكة، الذي أخذ من فريق برشلونة الروح فقط (حيث الاستحواذ والشجاعة)، وتأمله من بعيد، من دون شمع في الآذان. ولم يقلده تقليدا أعمى بحيث يطلب من مونتوليفو، بيرلو ودي روسي قائلا: «أنت قم بدور إنييستا، وأنت تشابي وأنت بيكيه». وتماشى مع إمكانات لاعبي الوسط المتاحين لديه، وابتكر المدير الفني للآزوري شكلا مربعا في دوران مستمر خاص به تماما. إن المدربين البارعين يفعلون هكذا، من خلال إعادة تطبيق الدرس وفقا للاحتياجات، مثل أنشيلوتي الذي، بفكر بيرلو، تغاضى عن طريقة 4 - 4 - 2 الخاصة بالمعلم ساكي. ومثل أليغري الذي شخصن طريقة الرومبو بصانع الألعاب غير التقليدي بواتينغ، ومثل كونتي الذي تخلى عن الجناحين وعمل على يوفي فيدال. يفوز من يجد كرة القدم الخاصة به، وليس من ينسخ كرة الآخرين.