يا لجنتنا الأولمبية.. الآن فهمتكم؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

أسوأ ما في الإدارة الرياضية حينما تسعى لمعالجة الأخطاء في الوقت الضائع.. في الوقت الذي تداهمك فيه الأحداث والاستحقاقات من كل حدب وصوب، سواء كان ذلك على الصعيد الإقليمي أو القاري أو حتى الدولي!!

يحدث هذا وأنا أقرأ توجيه اللجنة الأولمبية السعودية برئاسة الأمير نواف بن فيصل، بإعداد خطة شاملة تستهدف رفع كفاءات الاتحادات السعودية ومنسوبيها ومعالجة الأخطاء التي تسببت في تدني مستوى المنتخبات الوطنية أثناء المشاركة في دورة الألعاب الخليجية الأولمبية الأولى التي جرت في البحرين مؤخرا.

يقول أمين عام اللجنة الأولمبية السعودية، الدكتور راشد الحريول، وهو الذي لا يظهر أبدا في الساحة الرياضة السعودية إلا نادرا!: «إن خطة التطوير تنقسم إلى قسمين الأول، يذهب إلى ما قبل الدورة العربية المقررة بعد شهر من الآن، والخطة الثانية ما قبل أولمبياد لندن، أي في أغسطس (آب) من عام 2012 المقبل».

ترى ماذا بإمكان اللجنة الأولمبية السعودية أن تفعل قبل أولمبياد العرب المقرر الشهر المقبل؟ ماذا بإمكانها أن تفعل وهي التي فشلت فشلا ذريعا في تحقيق تطلعات الشارع الرياضي السعودي المليء بالطموحات والآمال، ليس الآن وإنما منذ سنوات!

تصوروا يا سادة يا كرام.. الشارع الرياضي السعودي المحب للرياضة لم يفرح سوى مرة بميدالية أو ميداليتين في الأولمبياد العالمي.. تصوروا أن مسؤولا كبيرا في اللجنة الأولمبية السعودية خرج عقب أولمبياد أثينا، التي جرت عام 2004، وذكر نفس الخطط التي يتحدث عنها الدكتور الحريول، لكن شيئا من هذه الخطط لم نعرف عنها شيئا ولم نشاهدها على أرض الواقع!

احتفلوا قبل 3 أعوام ببرنامج الصقر الأولمبي! ما نتائج هذا البرنامج غير أننا تذيلنا أقل الدورات الإقليمية «قيمة فنية»! وضعوا هذا البرنامج في عنان السماء، لكن إيجابياته لا شيء، غير أن دولا لا تملك 5% من إمكانات بلادنا تجاوزتنا في سلم الترتيب الخليجي.. نعم يا سادة يا كرام.. أقول الترتيب الخليجي لا العربي ولا الآسيوي ولا حتى العالمي!!

ماذا نحتاج يا سمو الأمير حتى نرتقي برياضة السعودية في كافة ألعابها.. نحتاج التغيير أولا.. لا يمكن أن تتطور بنفس الشخصيات الموجودة حاليا، لأن إعادة التطوير وهي قابعة في كراسيها يعني لا شيء على مستوى التغيير!!

اصبروا يا سمو الأمير.. فالحساب سيكون بعد نهاية آخر يوم في أولمبياد 2012 المقررة في لندن.. حينها أعلنوا عن حل كامل لكافة الاتحادات من اتحاد كرتكم إلى اتحاد رفع الأثقال.. هذا هو المطلوب وبعدها أعلنوا عن انتخابات كاملة لا جزئية فيها تخالف أنظمة فيفا واللجنة الأولمبية الدولية!!

بعد الحل.. لكل رياضي يملك الكفاءة الحق في التقدم لرئاسة أي اتحاد.. هذا هو المطلوب.. عشرات الرجال ممن يملكون الكفاءات قادرون على خدمة الرياضة من كرة القدم وحتى الاسكواش.. فقط امنحوهم الفرصة وأوجدوا الدعم الكافي، باعتباركم رئيسا للجنة الأولمبية السعودية!!

يجب على اللجنة الأولمبية السعودية واتحاداتها أن تدرك أن زمن المجاملات والمحسوبيات و«التلميع والتطبيل» ولى ولن يعود، لأننا نسعى لمستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية.. لأننا نريد ارتقاء لرياضتنا.. لأننا نريد أفضل الشباب لرئاسة وعضويات الاتحادات الرياضية.. بالنسبة لي أستطيع أن أقول للجنة الأولمبية السعودية.. الآن فهمتكم!

[email protected]