ماذا أعددت للاحتراف.. يا «أسامة»؟!

هيا الغامدي

TT

حينما يتبادر لذهن اللاعب السعودي الاحتراف الخارجي، سواء كفكرة أو رغبة أو عرض جاد، فينبغي عليه قبلها تهيئة نفسه بالشكل الذي يستطيع من خلاله بلورة تلك الفكرة بشكل إيجابي سليم وصحيح قائم على أسس علمية مهيأة لما هو أكثر نفعا وفائدة!

وحينما أذكر ذلك فإنني أربطه بالماضي الذي حظي من خلاله لاعبونا بأكثر من فرصة احتراف لم يُكتب لها النجاح، وبأكثر من دوري آسيوي وأوروبي أو إقليمي حتى، فجميعها «تمشية حال» بصراحة، حتى إنه لا توجد تجربة احترافية أشعرتنا بأنه كان لدينا محترف بالخارج بشكل عام، حتى لو اختلفتم معي بخصوص أمثلة كسامي أو حسين أو...، فما مقدار الاستفادة أو المحصلة النهائية؟!

إذن، هل تساءلنا لماذا نحن كذلك.. «منحوسون»، بعبارة أقرب للحقيقة؟! بالطبع الأمر لا يتعلق بالحظ أو غيره، ولا بكون اللاعبين المميزين احترافيا من كوكب ونحن من كوكب آخر!! المسألة تتعدى ذلك!

أفكار ورؤى نقاشات وصور ومؤشرات عدة تتراءى لنا، ولا تزال، وتدور بالذهن الجمعي، مع توارد أنباء قرب احتراف لاعب المنتخب السعودي ونادي الهلال (أسامة هوساوي)، وسواء حطت التجربة رحالها بهولندا أو بفرنسا أو...، فإننا سنتساءل عن الأهم من ذلك كله ومن زوبعة الأفكار والمخاوف التي تحضر لدى الهلاليين أو المهتمين بالشأن الكروي السعودي.

وضمن السياق، أود سؤال الكابتن أسامة: إذا كان الاحتراف الخارجي رغبة لديك، وبالطبع هو حق من حقوق اللاعب الذي يريد تطوير نفسه والحصول على المجدين الذاتي والوطني؛ فما الذي أعددته للاحتراف الخارجي من تجهيزات يا أسامة؟ مع أني على قناعة أكيدة بأن اللاعب يملك ما هو أكثر من النضج الكروي والانضباطين الفني والأخلاقي بكثير، ليكون خير سفير لبلاده.

تجارب عدة لم يكتب لها النجاح خارجيا، ولذلك هي لا تحسب بنظري وبنظر غيري من العقلاء، فكم كنا نتمنى لو كانت هناك تجربة واحدة ناجحة على الأكثر، فأين يكمن الخلل برأيكم؟! ولماذا لم يستطع أي لاعب سعودي تشكيل بصمة من وراء احترافه؟! وما الذي ينقصنا كفكر كروي أو كدوري محلي أو ككرة سعودية عما لدى الكرة العمانية إن لم يتفوق عليها، ليكون لدينا محترف مميز كالحارس العماني علي الحبسي، المحترف بصفوف بولتون الإنجليزي؟!

وبالطبع لا يزال حديث مدرب المنتخب السعودي (باكيتا) عن احتراف اللاعب السعودي يحضرني حينما قال إن اللاعب السعودي ينقصه تطبيق الاحتراف الخارجي داخل الملعب وخارجه، وركز على مسألة عقلية اللاعب السعودي بذات الخصوص، كون المسألة تتعلق بمستقبله ومصدر رزقه.

لأسامة.. نتمنى التوفيق احترافيا بالخارج سواء ببلد الزهور أو بالشانزلزيه؛ فأينما يكن موقع اللاعب، فسيكون مسؤولا وقتها عن تمثيل شباب وطنه وكرة بلاده خير تمثيل، وسأركز على التهيئة والتجهيز، وبالذات الأخير، كون الأندية الأوروبية بمعظمها «ربحية» وتبحث عن الاستثمار، وبشكل عام ينبغي أن نعاود النظر للاستراتيجيات التي يجب أن تستوعب فكر إعداد جيل مهيأ للاحتراف لا يتعدى «العشرين سنة»، فمعظم الفشل السابق للاعبين كبار بالسن (+30 سنة)، وبالتالي بقيت التجربة بين مطرقة الإخفاق وسندان الاعتزال.. ولا عجب!