كل عام.. وأنتم باحترام!

صالح بن علي الحمادي

TT

ياه.. ما هي إلا أيام وينقضي (1432) كعام هجري.. و«يا سرع» الأيام والشهور والأعوام في العقود الأخيرة؟!

على أية حال.. كل عام وأنتم يا أمة الإسلام وبني العرب في ود وعز ومحبة واحترام وسلام.. وعيد أضحى مبارك على الجميع.. يا رب.

يا رب العزة والجلال.. خالق السموات والأرض وما عليها من أنعام.. نتمنى أن ينتهي عامنا الجديد (1433هـ) وقد أصبحنا بيننا أشد تواصلا وتعاضدا ومحبة واحتراما!!.

نعم.. كل عام وأنتم باحترام «تام».. ولكن لماذا.. «باحترام»؟!

نقول باحترام.. لأننا مع الأسف معشر الشباب «بتنا» لا نعير كلمة «احترام» الأخلاقية أي اهتمام!!.

صحيح أن هناك أنظمة «قمعية» لم تعد في قواميسها أدنى صفة احترام لرغبات وإرادة شعوبها.. مهما كانت رغبات بدائية بديهية.. طبيعية في محتوياتها ومضامينها الإنسانية؟!

ولكن الأكيد في مقابل ذلك هناك (أحيانا) شباب ثوري.. يريد التغيير لمجرد التغيير (!!) لأنه لم يصدق أن منح فرصة التعبير كـ«تعبير» تقليدي مفترض أنه مكفول في حدود أدبي وأخلاقي.. لكن ما دام (قد) حصل التغيير.. كم نتمنى أن يكون (هذا) التغيير للأفضل وليس للأسوأ (؟!) حتى لا يتضرر من ذلك كثير.. خاصة الصغير قبل الكبير.. والكبير الله سبحانه وتعالى.

عن الشباب العربي والإسلامي.. نتمنى عودة الاحترام (التام) في مناهل التعليم.. من الابتدائية حتى أعلى الشهادات الجامعية.

نريد احتراما للتربويين (المعلمين والمعلمات) من قبل الطلاب والطالبات في كل المدارس والمعاهد والكليات والجامعات.

مؤسف حقا أن تتكرر حالات اعتداء الطلاب وحتى الطالبات (!!) في عالمنا العربي والإسلامي على المعلمين والمعلمات في مئات الحالات السنوية.. من غيّب احترام الطلاب لمعلميهم؟ هل الخلل بدأ من الأسرة والمنزل.. المجتمع كله؟! أم أن العلة أكبر من حصرها في هذا الإطار.. ويدخل الإعلام أو عالم التواصل والاتصال «النقال.. والكمبيوتر» في تدمير الأخلاقيات والقيم.

في المقابل.. على المعلمين والمعلمات.. قياديين وقياديات.. الكف عن «إعدام الاحترام» بينهم وبين طلابهم.. عندما يقدم (البعض) منهم على تزوير أو شراء أو حتى سرقة محتويات البحوث والشهادات.. دكتوراه وغيرها مما قدمه لهم طلابهم من مجهودات تحت إشرافهم.

في العام الجديد.. لعل الاحترام يعود لشباب الألعاب الرياضية فيما بينهم ومنافسيهم.. فمع الأسف عندما كثرت لجان الضبط والربط زادت التجاوزات، وانحدرت المستويات لدرجة باتت معها الكرة السعودية (مثلا) تحتفل ببلوغ الأدوار نصف النهائية (قاريا) وتهرب من المواجهات الخليجية - الخليجية (بالانسحابات) !!

ومن باب الإنصاف نقول (شكرا) لكل الرؤساء الذين حفظوا ألسنتهم عن التحدث بعد المباريات (مباشرة) ليمنحوا عقولهم فرصة مراجعة الأحداث قبل التعليق عليها بصورة انفعالية لا تحمل الحد الأدنى من الاحترام في الكلام !!

بقي القول.. كل عام وأنتم باحترام.. نرسلها مع باقة ورد معطرة بالحب والود لكل المخلصين لله أولا ثم لدينهم ولوطنهم حاكما ومحكوما.. دمتم في نصر وعز وسؤدد.

[email protected]