حصاد الفرق الإيطالية في دوري أبطال أوروبا

أريغو ساكي

TT

حملت الجولة الرابعة من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا نتائج متباينة للفرق الإيطالية الثلاثة. فقد تعادل فريق الميلان مع فريق باتي بوريسوف بطل روسيا البيضاء بهدف لكل منهما في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا وضمن التأهل للدور التالي، لكن هذا التعادل أثر كثيرا على إمكانية احتلاله للمركز الأول في مجموعته. وظهر الميلان بشكل جيد على الصعيد الهجومي في الشوط الأول من المباراة بفضل مهارات لاعبيه الفردية وخبرتهم التي تفوق بصورة ملحوظة مهارات وخبرات الفريق المنافس. وانتهت المباراة بالتعادل بسبب ضعف مستوى الميلان وسوء الحظ الذي واجه لاعبيه في بعض الفترات، وغياب الاستمرارية عن أدائه خلال هذا اللقاء.

وقد واجه لاعبو المدرب أليغري صعوبة كبيرة في الظهور بشكل متحد ومتماسك، والحفاظ على نزعتهم الهجومية وترابط خطوطهم طوال أحداث اللقاء. ولم يقدم مهاجمو الميلان أي معاونة حقيقية في الشق الدفاعي، وبالتالي لم يتمكن لاعبو خط الوسط من الضغط على المنافس بشكل جيد وهو ما جعل المدافعين ينشغلون بتغطية المساحات الخالية في دفاعهم أكثر من اهتمامهم بفرض رقابة فردية صارمة على لاعبي باتي بوريسوف. وترك لاعبو فريق الميلان الفرصة لفريق باتي بوريسوف لشن الكثير من الهجمات عليهم، وعانى الميلان كذلك من غياب الضغط على المنافس ومن تباعد الخطوط بشكل ملحوظ، ولم يتمكن الفريق أبدا من الهجوم بـ11 لاعبا طوال أحداث اللقاء. ولا يعتبر هذا الأداء مؤشرا طيبا على إمكانية النجاح والتفوق على الصعيد الدولي.

وخسر فريق نابولي خارج ملعبه أمام بايرن ميونيخ 3/2 في الجولة نفسها، لكنه أثبت مرة أخرى أنه يمتلك شخصية قوية ورغبة كبيرة في الإجادة وروح الفريق، رغم أن مستوى فريق بايرن ميونيخ ربما يكون أعلى بكثير من مستوى فريق نابولي. وتسيد لاعبو بايرن ميونيخ الشوط الأول الذي انتهى بتسجيلهم 3 أهداف نظيفة. ولعب ماتزاري خلال هذا الشوط بأداء دفاعي بحت يعتمد على الرقابة اللصيقة والتكتل الدفاعي الشديد (مضحيا بكافاني الذي كلفه المدرب بواجبات دفاعية أكثر من الواجبات الهجومية). وكان ماتزاري يعول على الهجمات المرتدة ويأمل في استغلال سرعة لافيتسي الذي كان يلعب بمفرده وسط دفاع الفريق الألماني، ولم تصله سوى كرات طويلة بعيدة المدى يصعب استغلالها بشكل جيد.

وكان فريق نابولي يلعب دائما في خط الدفاع بلاعب أو اثنين أكثر من لاعبي الفريق المنافس، وهو ما أدى إلى نقص عدد لاعبي الفريق في وسط الملعب الذي سيطر عليه لاعبو بايرن ميونيخ بشكل تام. وتغير الحال في الشوط الثاني الذي كان أكثر توازنا. ولن يتمكن ماتزاري، الذي أدى عملا رائعا مع فريق نابولي خلال الموسمين الماضيين وصادفه سوء حظ بالغ في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بالوقوع في مجموعة صعبة للغاية، من تحقيق أي إنجاز على الصعيد الدولي، إلا إذا حرص فريق نابولي على عدم ترك السيطرة على الأداء للفرق المنافسة، وأظهر قدرته على مد نجوم خط هجومه بالكرات الخطرة بشكل مستمر طوال شوطي مبارياته. ففريق نابولي يستطيع الفوز بالمباريات من خلال الأداء الجماعي، وعندما يكون الفريق أكثر استعدادا للظهور بندية أمام منافسيه الأقوياء (وهو ما ظهر بوضوح خلال نصف الساعة الأخير من الشوط الثاني في مباراة بايرن ميونيخ الأخيرة). ففريق نابولي لا يمتلك المهارات الفردية أو الخبرة التي تؤهله للفوز، ولا يستطيع الفوز أيضا من خلال الهجمات المرتدة، وبالتالي فإن وسيلته المثلى في الفوز يجب أن تكون اللعب الجماعي والهجومي.

وما زال كلاوديو رانييري، مدرب الإنتر، يحاول إعادة الفريق إلى مستواه المعتاد، وجاء الفوز على فريق ليل ليمنح الإنتر الأمل في اعتلاء قمة مجموعته في دوري أبطال أوروبا. وسيكون ذلك الأمر بمثابة إنجاز طيب لرانييري انتظارا لحصوله على بعض الوقت من أجل منح المزيد من الانسجام والترابط للفريق الذي يمتلك عددا كبيرا من اللاعبين البارزين على الصعيد الفردي لكنهم يواجهون صعوبة كبيرة في التحرك معا كفريق واحد.