ما بعد.. المركز الأخير!

TT

ربما كان الإخفاق متوقعا، والحصول على الصدارة مستبعدا، لكن لا أظن أن هناك من كان يتوقع أن يأتي الإخفاق على هذا النحو، حد الحصول على المركز الأخير في دورة الألعاب الرياضية الخليجية.

ومع أن اللوم أو النقد يوجه مباشرة للجهة التي تنضوي «المشاركة» تحت لوائها، وأصابع الاتهام توجه للرئاسة العامة لرعاية الشباب أو بالأحرى اللجنة الأولمبية، أو الاتحادات، ومع أنني أقف مع كل الزملاء الأعزاء الذين تناولوا مسألة الإخفاق بجدية، وحاكموا أداء الاتحادات واللجنة الأولمبية، وأرى أن التقصير كان واضحا، فإنني أعود وأكرر ما سبق أن تناولته في ما يتعلق بـ«الممارسة» وإهمال أهمية الرياضة التنافسية بشكل عام، محملا المسؤولية لكل الجهات الرسمية التي كان من المفترض أن تضطلع بدورها في تشجيع الممارسة والشروع الجدي في الإسهام في صناعة أبطال الرياضة.

السؤال: هل ستتحسن النتائج لو تحسن الأداء «الإداري»؟!

وسؤال آخر: هل ستتحسن النتائج لو كان الدعم المالي جيدا؟!

الحقيقة أن الرياضة التنافسية السعودية التي توقف مردودها وقل عطاؤها بحاجة إلى أن تدعم بشريا وماديا وماليا.

نحن بحاجة إلى نهضة رياضية شاملة، ولن تحدث هذه النهضة إلا بـ«استراتيجية» رياضية تشارك فيها كل الجهات المسؤولة، وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب وأمانات المدن.

نحتاج إلى تخطيط بعيد المدى، وإلا فإن الجهود التي يمكن أن تقوم بها الاتحادات لن تكون ذات فائدة كبيرة إن لم يكن الأساس قويا.

حين تخاطب مسؤولا في اللجنة الأولمبية ستكون الإجابة الجاهزة هي ضعف الدعم المالي.

وحين تسأل عن سبب إخفاق اتحاد ما.. تأتيك الإجابة: وأين الدعم المالي؟! وحين تذهب للأندية تجد أن ثمة فجوة كبيرة بين كرة القدم وبقية اللعبات. بل إن «النادي» الواحد يضم في واقع الأمر ناديين.. ونظامين.. في ظل كثير من الفوضى، وغياب كامل للاستراتيجية والتخطيط والتنظيم.

ناد لكرة القدم.. وآخر للعبات الأخرى.. وهذا أمر طبيعي ومتوقع ما دامت كرة القدم خاصة بالمحترفين، فيما يمارس الهواة بقية اللعبات. والأدهى والأمر أن نطالب الأندية بنشاطات ثقافية واجتماعية في الوقت نفسه أيضا.

ولكن دعونا نناقش أمر هذه النتائج المخيبة للآمال، بل النتائج الصادمة، إلى أن يتقرر في يوم من الأيام البدء في تنفيذ خطوات النهضة الرياضية الشاملة.

على قيادتنا الرياضية أن تهتم بـ«واقع» اللعبات الرياضية المختلفة بالأندية، وأن تراجع أوضاع الاتحادات إداريا وماليا، وأن تراجع الوضع الإداري في اللجنة الأولمبية، ومن حق الزملاء أن يتساءلوا: ما مصير الصقر الأولمبي؟! وماذا سنفعل في الدوحة ولندن إن كنا قد عجزنا في المشاركة الأسهل.. في البحرين؟!

علينا أن ندرس «نظام» أنديتنا الرياضية بكل جدية واهتمام، إلا إن أردنا أن تكون الأندية مجرد «مكان» للممارسة.. مع إغفال تام لأهمية المنافسة وتطوير المستوى.

[email protected]