لهذا كان السد بطلا!

TT

كانت مصادفة ولا أجمل منها من مصادفة حينما اقترن الظفر والإنجاز بصوت الرسالة القادمة من «الموبايل» تحمل تهنئة الصديق العزيز سعد الرميحي بالعشر المباركة وعيد الأضحى السعيد.. كانت مباركة أطيب من طيبة ومن نقي تتفاءل برسائله فكيف بلقائه.. رسالة جميلة سبقت بقليل فوز السد بالكأس الآسيوية الكبيرة.. تلك البطولة التي غابت عنا كخليجيين وحسبناها استعصت إلى الأبد.

كنت متفائلا وفرحا برسالة الصديق الغالي لأنها بثت تفاؤلا كبيرا في جنباتنا ونحن متسمرون أمام الشاشة نرقب ممثلنا وهو يصارع النمر الكوري بكل قوة.. حتى صرعه.

أقول بعد التوكل على الله: حينما يكون الحديث عن الإنجاز والظفر، فلا بأس من فرد عبارات الثناء والمديح. فالإنجاز على المستوى الآسيوي.. أعيانا حتى حسبنا أننا في طريق التراجع سائرون.

ولكن.. في غزوة السد بدا الأمر وكأنه طبيعي أن البطولة تعود من جديد مع من بدأها للعرب آخر الثمانينات الميلادية ولا بأس إن أعاد صياغتها من جديد ليفتح مساربها المستعصية لأولئك الخليجيين الذين حسبوها ولت دون رجعة؟!

هنا لست بصدد إعادة أحداث اطلع عليها الجميع، ولست معنيا بترديد كيف كان السد مثابرا قويا قهر الترشيح ووأد عبارات المتشائمين التي حضرت قبل مباراة التتويج أمام الكوري الصعب، لكن حري أن نؤكد على ذلك ونحن نشير إلى أن الصفة الأفضل التي تليق بالمنجز الكروي السداوي الأخير هو أنه رد اعتبار لكرة الخليج التي بدا أنها استسلمت لرواية المتشائمين، وكأنها تنتظر السد ليفيقها من غفوتها.

لن أسترسل في كيف كان نجوم السد وكيف حال المبدعين من أسمائه، إلا أنه يحق لي أن أعود إلى ما جدّ في خاطري في اليوم الذي سبق المباراة النهائية وسط تكالب الظروف على هذا الفريق البطل، حينما آمنت أن واقع كرة القدم من الممكن أن يتغير متى ما كان الفريق ذا تصميم وعزيمة.. يناضل طوال 120 دقيقة لا يستكين ولا يستسلم.. بل يتحدى 70 ألف متفرج وسيل المحبطات التي هددوه بها قبل اللقاء قبل أن تنطلق المباراة.

فاز السد لأنه استحق أن يكون بطلا.. وليقدم رسالة فحواها أن من يريد الظفر فليعمل بكل تجل.. تجاوز أزمة الإحباط في البداية.. ورعب الركل واللطم من سامسونغ قبل الموعد الأخير.. والوعيد بجبروت المنافس في المباراة في النهاية.. إذن هو مثابر من نوعية الفرسان.. تلك التي تنتظر طويلا حتى تعلن عن هويتها الحقيقية لتثبت خلال تلك المباراة الدراماتيكية أن ثمن البطولة معقود بما ستقدمه لها فكان المهر حاضرا قوة وفعالية وتكاتف.. بل وكرم بين اللاعبين لتحسبهم أحيانا من فرط إيثار ممن «يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة»، هنا لن ننقص حق البطل الكوري فقد جاهد بكل ما أوتي يدعمه زئير المدرجات لكن ظل معنيا بفعل صعب، يتمثل بأن منافسه كان جادا صبورا متمسكا بكل قوه بخطواته التي قادته إلى النصر.

مبروك للخليج ومبروك لقطر.. ومبروك للمتفائل دائما سعد الرميحي.. وكل عام والجميع بخير.

[email protected]