لنكن متفائلين!

مساعد العصيمي

TT

كان من غير الإنصاف أن يخوض المنتخب الكروي السعودي الأول مواجهة مصيرية في المحفل الآسيوي المؤهل لمونديال البرازيل.. وهناك من بيننا من يخوضون تحديا مع المعنيين بالمهمة.

هل بلغ بنا الاستخفاف أن يكون فعلنا تثبيط الهمم واقتلاع الأفضلية من لاعبينا.. هناك من يكون دوره أقرب إلى نذير السوء.. وهناك «البربارة» الذي ليس أمامه إلا أن يهرف بما لا يعرف.. وهناك الطامة.. والأخيرة أشد وأقسى، لأنها تغمز وتلمز وتثبط وتشكك دون أن تظهر رأسها ليتعرف عليها الآخرون!

أقول إن ما جد في خاطري عن أولئك الذي ليس لديهم إلا الغثاء، كان بسبب أنهم فئة أعيتنا، بسبب أن هناك من رأى فيهم صفاقة يمكن تحريكها كيف يريد.. فآذت كرتنا وأقلقت لاعبينا.. لأن لنعيقها إزعاجا يفقد أحيانا التركيز، الأمر الذي بات يغشى كرة السعودية وفق أهداف الإثارة الصفيقة وضمان الظهور مرة أخرى.

لن نزيد معهم على ذلك، وبعيدا عنهم، وفي إطار المواجهة الكبرى اليوم، فجدير أن نعترف بأن المهمة تحتاج إلى كثير من الجهد والعمل وأيضا التوفيق.. لكنها في مجملها ليست صعبة متى ما أحسنا تعاملنا مع أنفسنا، والسبب أننا لسنا إندونيسيا أو حتى تايلاند.. لنقول: هذه حدود طاقتنا وتلك إمكانيات لاعبينا، وليس بإمكانهم أو إمكاننا تجاوزها إلا أن يشاء الله، والسبب أننا ندرك أن في جعبة أبطالنا الكثير والكثير، لكن لم يتسن العمل الرزين الذي يفرغ الجعبة إيجابيا. وعليه، أدركنا خطأنا، وها نحن نسير في الطريق الصحيح لتجاوز الإخفاق والعودة إلى جادة الانتصارات.

في مواجهة السعودية بتايلاند الأمور كلها تسير وفق ما يريد الأخضر، لكن وجب أن لا ننسى أن هناك خصما متحفزا.. لم يكن ارتقاؤه من فرط أفضليات باهرة.. بقدر ما هو تراجع من قبلنا جعل مقاييسنا معه متقاربة.. وعليه وجب أن نؤكد الفرق اليوم ونثبت للآخرين من منظري الكرة الآسيوية الجدد أن الأخضر يمرض.. لكن لا يموت.. بيدنا داؤه ودواؤه.. عبثنا به حتى أعييناه.. وعلينا اليوم الاعتذار منه على أقله بالوقوف معه ومساندته من جهتنا، كإعلاميين، بالتأني والحلم والموضوعية في القراءة والنقد.. ومن جهة جماهيرنا بالمساندة والحضور والتغني بأعلى صوت في الملعب مناصرة ومؤازرة، أما فيما يخص الرسميين الحاضرين، فبترك كل ما هو مخل من تسريب معلومات وقائمة وأوضاع لاعبين، غير أن عليهم أيضا أن يكفوا عن الاجتماعات والتوبيخات والمحفزات الصوتية التي في بعض منها تثبيط لا تحفيز! دعوا اللاعبين يعملوا ويكافحوا وفق ما تمليه عليهم واجباتهم تجاه بلدهم.. لا ما تحاضرون أنتم به.. دعوهم يستمدوا الثقة من كفاءتهم وثقتهم بأنفسهم.. لا من وعود المكافأة أو التهديد بالويل والثبور.

ثمة أمر أخير يخص معمعة الليلة؛ فهل جدير بنا أن نقلق تجاهها، الأكيد أن من عليه أن يفعل ذلك هو التايلاندي، لأن مقاييس التفوق بأيدينا وعليه نثق.. يا لاعبينا.. إنكم أهل للفوز.. وأهل لأن تعيدوا كرة السعودية إلى مسارها الطبيعي.. فقد أعياها التراجع.

[email protected]