بالطول أو بالعرض.. «سعودية»!

هيا الغامدي

TT

بآمال كالسحاب علوا وارتفاعا نتجه بأنظارنا وأمنياتنا ودعواتنا الصادقة لمنتخبنا الوطني الأول الذي سيخوض الليلة لقاء مهما وحساسا أمام المنتخب التايلاندي «إيابا» في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.

المباراة ونقاطها الثلاث تعني الكثير لمنتخبنا الذي فرط بالحصول على نقاط أكثر أمانا وإيجابية في اللقاءات الثلاثة ذهابا بطريقة «بيدي لا بيد عمرو» واصطدم بمستوى بعض الفرق وتطورها كتايلاند التي أصبحنا نهابها ونصنفها ضمن الفرق القوية.. «سبحان الله»، لذلك فهو مطالب بالحصول على نقاط مباراة الليلة ومن ثم عمان فيما بعد، أما أستراليا فحينها لكل حادث حديث!

أعجبني تحرك رؤساء أنديتنا الذين هبوا لمناشدة جماهير الكرة السعودية لدعم المنتخب، مع أن ذلك التوجه يفترض أن يأتي تلقائيا وذاتيا من الجماهير التي لا تتوانى عن دعم أنديتها بالمشاركات الخارجية والمفترض أن تبادر لدعم الكيان الأكبر والأعم! فالوطن أهم من كل شعار، دعمه وتشجيعه ينبغي أن ينطلق من الشعور الموحد بالوطنية التي لا منة ولا فضل لأحد متى ما مارسها، ولكن تدني مستويات الثقة سبب كل ذلك البرود الذي أصبحت الجماهير تقابل به مشاركات منتخبها، فالجمهور السعودي بصراحة لم يعد يثق بمنتخب بلاده ولا يؤمل عليه الكثير بصراحة الأمر، وهذا شيء طبيعي ومن غير الطبيعي أن يأتي العكس، وهم معذورون بعد النتائج السيئة والهزات الفنية والموضعية بالترتيب العام بين المنتخبات العالمية والخروج المتعاقب على أكثر من جهة وميدان، ومن ثم انخفاض مؤشرات الحضور والدعم بل الاهتمام من جمهور يريد المستوى المشرف والنتائج الإيجابية لمنتخب بلاده.

المهمة ثقيلة ويجب أن يدرك منتخبنا عظمها، وهو الذي بدأ مع فرانك ريكارد مرحلة استراتيجية جديدة يفترض أن يجدف من خلالها نحو شواطئ أكثر أمانا وازدهارا، ومع ذلك فإن نتاج ثلاث المباريات التي تسلمها المدرب لم تكن بالشكل المرضي أو المقنع أو الذي تستطيع أن تلمس من خلاله أي تغيير، إلا أن المرحلة الثانية.. «إيابا».. يفترض أن تأتي غير!.. شكلا ومضمونا، ومفترض أن يكون ريكارد ومجموعته قد استوعبوا دروس الذهاب واستطاعوا الوصول إلى تصور أكثر إيجابية وأكثر فهما وتركيزا عن السابق.

المهمة ليست على عاتق ريكارد بمفرده بل هي مناصفة مع عناصر الميدان (اللاعبين) الذين يحملون الهوية السعودية بدمائهم قبل هوياتهم، وهم المعنيون أكثر من الهولندي بالحصول على نقاط المباراة وتحقيق النصر لبلادهم، ونناشد لاعبينا بالحرص على اللعب المركز وعدم التهاون بكل صغيرة قبل الكبيرة من الفرص واللعب على قلب رجل واحد، والأهم الروح التي متى ما حضرت يحضر كل شيء خاصة مسائل التعبئة النفسية التي هي على علاقة بما يحدث بالمدرجات من دعم وتشجيع ومؤازرة، ونناشد جماهير الوطن بالحضور بكثافة ودعم الأخضر بقوة وعلى ذات الرتم بالنسبة للاعبين، فالجميع يمثل الوطن، بعيدا عن الألوان وبعيدا عن فروقات الكابتنية بين «س» أو «ص» التي يتشاغل بها البعض جهلا وتفاهة وزرعا للفتن والدسائس بين اللاعبين الذين هم يد واحدة وعليهم جميعا نعقد الآمال والتطلعات على النتائج الإيجابية التي سيقدمونها بإذن الله ابتداء من الليلة، وبالطول أو بالعرض نريدها سعودية.

[email protected]