«الدافع».. في مباراة اليوم!

عادل عصام الدين

TT

لا أبالغ إن اعتبرت أن «الدافع» في مباراة الفريق الوطني اليوم أمام الفريق التايلاندي أهم مفاتيح التفوق.

والحقيقة أن الجانب الفني المتعلق بطريقة اللعب تحديدا لم يعد واضح الملامح في ظل التقلبات والمتغيرات وعدم الاستقرار بسبب عدم استقرار المدرب فرانك ريكارد على تشكيلة ثابتة حيث لجأ الهولندي الذي تسلم مهمته في وقت متأخر إلى إجراء تغييرات في طريقة اللعب من مباراة إلى أخرى، ناهيك عن التغييرات العناصرية إلى درجة أن الكثيرين فوجئوا ببعض التغييرات مع الإيمان بأن لكل مباراة ظروفها، ولا سيما أن المنافسة تتضمن مباريات في الملعب المحلي وأخرى في الملاعب الخارجية.

بعيدا عن «التكتيك» الذي يشتمل على الطريقة والأسلوب والخطط المتنوعة أثناء المباراة، أؤكد أن الخلل في الجانبين النفسي والذهني كان له أثره وهذا طبيعي ومعروف على الجانب الفني وقد بدا الفريق السعودي بشكل عام بطيئا أكثر من اللازم مفتقدا للصلابة وسرعة نقل الكرات، وظل خط الهجوم (أضعف خطوط الفريق) غير قادر على الوصول رغم التحسن النسبي في محاولة فتح اللعب عن طريق جانبي الملعب.

منتخبنا ليس بحاجة إلى الحافز بقدر ما هو بحاجة ماسة إلى الدافع، وهذا هو ما نعاني منه في حقيقة الأمر. وعندما تكون الاستثارة الانفعالية أو الطاقة النفسية، كما يقول الدكتور أسامة كامل راتب، في أفضل حالاتها تنعكس هذه الأفضلية على السرعة على وجه التحديد، ليس سرعة نقل الكرة فحسب بل حتى سرعة اللاعبين.

اللاعب السعودي يركض كثيرا، إلا أن ثمة ملاحظة واضحة تتمثل في عشوائية الجري وهذا معروف عن الكرة العربية بشكل عام حيث يركض اللاعبون ويتحركون بدون كرة على نحو ارتجالي، الأمر الذي يصعب من مهمة المدرب في تنفيذ كل توجيهاته وخططه التي من المفترض أن تتغير أثناء سير المباراة.

كرتنا تعاني كثيرا من الجانب «التقني» فرديا وجماعيا، وقد تكون المعاناة أكبر على الناحية الفردية، الأمر الذي يؤثر كثيرا على الناحية الجماعية ويجعلها عديمة الفعالية.

قراءة التحركات ضعيفة، والتحرك الفعال بدون كرة بدائي في أغلب الأحيان، والتفكير قبل وأثناء الاستلام عيب مكشوف، ومن هنا يتأثر «التكنيك» الجماعي إلى درجة فقدان الكرة بسهولة، وما أكثر الكرات التي يخطئ اللاعبون في تسليمها!

هذا الخلل يتم تعويضه بالجانب النفسي أو الطاقة النفسية حين تكون في حالة جيدة.

أدعو الله.. أن يدخل اللاعبون مباراة اليوم وهم في أفضل حالاتهم النفسية والذهنية بغض النظر عن الطريقة والتشكيلة، ومع اعترافنا بتطور فريق تايلاند في الفترة الأخيرة، إلا أن فارق الإمكانات الفردية مع الطاقة النفسية الممتازة والتأثير الإيجابي للحضور الجماهيري قد تحسم النتيجة لصالح الفريق السعودي إن شاء الله.

[email protected]