ربيع عربي كروي.. أم!

مصطفى الآغا

TT

لا يمكن لأي عاقل أن يقرأ في جنون نتائج مباريات الجمعة في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل سوى أن نفسية اللاعب العربي هي التي تتحكم بالنتائج وليس المدربون مهما كانت هوياتهم وجنسياتهم ومؤهلاتهم.. إذ كيف نفسر أن منتخبا مثل عمان يخسر أمام تايلاند بالثلاثة ويفشل في الفوز على السعودية على أرضه ويخرج بنقطة من 3 مباريات يتمكن من الفوز على أستراليا؟!

وكيف يمكن أن نفسر خسارة المنتخب الكويتي الذي كان يقدم أجمل العروض وأفضلها مع شقيقه الأردني؟! كيف يمكن أن نفسر خسارته على أرضه أمام لبنان المجتهد الذي سبق أن خسر قبل مدة ليست بالبعيدة على أرضه أمام نفس المنتخب بالستة في مباراة يفترض أنها كانت ودية ولكن الرصاص «لعلع» فيها؟!

كيف نفسر خسارة العراق على أرضه وبين جماهيره الوفية أمام الأردن ثم يفوز على الصين في الصين وبعدها في الدوحة؟!

هل نجد تفسيرا لخسارة البحرين بالستة أمام إيران وبعدها بشهر واحد تكاد أن تفوز على نفس المنتخب لولا الدقيقة القاتلة؟!

أما المنتخب السعودي فهو لعب بنفس اللاعبين ونفس المدرب وخسر من أستراليا بالثلاثة وقدم أداء غير باهر أمام عمان وتايلاند ثم يفوز بالثلاثة على الضيف التايلاندي في مباراة اختلف النقاد في تقييم اللاعبين فيها بين متفائل بالتأهل (بعد موجة من التشاؤم) وبين متحفظ على الأداء رغم الفوز، علما بأن موجة التفاؤل وكمياته سيتم تحديدها يوم الغد بعد أن نعرف نتائج المرحلة الخامسة، وأنا واثق أن من قدموا رأيا عامرا بالوردية بعد مباراة تايلاند قد ينقلبون على أنفسهم لو كانت نتيجة الثلاثاء مختلفة.

في رأيي المتواضع، فإن نفسية اللاعب العربي هي الفيصل في كل النتائج، سلبية كانت أو إيجابية، ولهذا يجب أن يكون لعلم النفس «الرياضي» دوره الأكبر في كل المنتخبات والأندية لأن لاعبينا بصراحة لم يصلوا إلى سوية اللاعب المحترف (المحترف الحقيقي وليس محترف الرواتب والعقود)، وهو ما ينطبق على كل مفاصل العمل الكروي، ولهذا أيضا أتمنى أن تتأجل كل الاحتفالات إلى ما بعد التأهل الحقيقي لنهائيات كأس العالم حتى لا تكون الصدمة شديدة في حالة عدم التأهل عندما نواجه منتخبات كوريا واليابان وأستراليا وأوزبكستان، وربما إيران.