خير يا طير!

عبد العزيز الغيامة

TT

عنوان هذا المقال كان ردا انفعاليا من «مسؤول» قبل عامين، حينما «انتحب» كاتب هذه السطور على خروج «فريقه المفضل» من تصفيات الدور الآسيوي الحاسم المؤهل لنهائيات كأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا.. كان يقول لي: «وخير يا طير.. وإذا خرجنا.. لن تكون نهاية العالم»!

كنت وقتها أدرك أن خروجنا ليس نهاية العالم.. وكنت حينها مؤمنا بأنه حتى مشاركتنا في كأس العالم ليست كتابة لعالم جديد.. وفي تلك الفترة قلت كما قال احدهم «آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه».

فعلا آن لنا أن نمد أرجلنا لأن تضاؤل فرص التأهل أو حتى عدمه لا يعني شيئا. وأتذكر قبل أسبوع أنني تناقشت مع زميل في حوار إذاعي «مثير» حينما قال إن عدم التأهل لا يعني له شيئا، وعندما سئلت قلت إن لم نفعل فلا بد من «المحاسبة الجماعية»!

غالبية الطرح الإعلامي لما قرأته أمس وبعد المباراة مباشرة، سواء كان تلفزيونيا أو ورقيا، كان مثيرا للاستغراب.. هناك محاولات لتمييع ما جرى ليلة الأربعاء.. هناك مساع واضحة وأطر لافتة تؤكد أن اتفاقا ما جرى الهدف من وراءه إغماض النظر عما حدث أو ما يحدث!

بالتأكيد.. الإعلام، خاصة «الجديد» منه، ناقش الكثير طيلة الأشهر الماضية، سواء الأسباب الرئيسية التي أدت إلى وضعنا «الحالي»، أو الأسباب الثانوية التي تشوه بعض الإيجابيات كما حدث عقب مباراة تايلاند!..

بعض البرامج الرياضية أشارت بسخرية إلى ما طرح من غالبية الجماهير وبعض الإعلاميين تجاه ما سماه كاتب هذه السطور بالأسباب الثانوية.. نعم هي ليست مؤثرة لكنها مشوهة، ومن حق الإعلام «الجديد» والجماهير أن يقولا ذلك حتى وإن لم يعجب البعض، خاصة إذا أدركنا أن من أطلق عليهم «السطحيين» أشبعوا الأسباب الرئيسية طرحا حد الملل!

كنت متفائلا بالفوز على تايلاند وحدث ذلك.. وكنت أيضا متفائلا بالفوز على عمان ولم يحدث.. وأقول إن الأمل قائم في التأهل إلى «الدور الحاسم» حتى لو كانت المباراة في سيدني، لكنني لن أكون مثل الذين توقعوا عدم مشاركة محترفي أستراليا، لأن ترسيخ ذلك في أذهان اللاعبين هو السبيل نحو الهزيمة المبكرة، لنثبت في حال تأكد ذلك أن «الخبرة» كانت سببا أيضا في كيفية تعاطينا مع الأحداث، وسببا في الخروج!!

«خير يا طير» ستتردد كثيرا لا سمح الله في حال تكرار قصة المسؤول، وحينها سأقول مجددا ما فعله «أبو حنيفة».

[email protected]