الكرة الجميلة لا تكفي

لويجي جارلاندو

TT

لم تكلل الملعب مجهودات لاعبي المنتخب الإيطالي، والعائدين من أيام ارتباطات كثيرة وجميلة، فمن التدريب ضد المافيا إلى زيارة قصر كويرينالي الرئاسي، لكن ربما من الأفضل هكذا لمنتخب شاب ولا يزال في مرحلة تطور، وقد تلقى بالفعل تهاني وإشادات كثيرة. والمرء يتعلم من هزيمة كهذه أكثر مما يتعلمه من انتصارات مريحة ومغموسة في العسل. لقد تعلمت إيطاليا أن كرة القدم هي أيضا ما قام به منتخب أوروغواي، الفريق الناضج، حيث سجل هدفا، ثم محاولة لكافاني، وبعدها دفاع لفترة طويلة، وتنظيم خططي متميز، وركلات واستفزازات حينما يلزم. من الممكن أن يخسر الفريق أيضا حينما يسدد 14 مرة مقابل ثلاث للخصم. الاستحواذ على الكرة ليس كل شيء، والأداء الممتع لا يكفي. لقد خسر المنتخب الإيطالي هذا العام في اللقاءات الودية فقط أمام آيرلندا تراباتوني. ويذكر أن تاباريز وتراباتوني معلمان تربيا على صلابة الكرة الإيطالية الدفاعية، وربما لم تكن هذه صدفة. من أجل معادلة الرقم القياسي لزوف (112 مشاركة مع الآزوري)، كان بوفون ينتظر هدية أفضل من مدافعيه، وعلى العكس بعد مرور ثلاث دقائق، ترك بالزاريتي كاسيريس يسدد كرة عرضية، وسمح رانوكيا في قلب منطقة الجزاء بمساحة مجنونة لفيرنانديز الذي حول الكرة إلى داخل المرمى. بالنسبة لإيطاليا، كانت المباراة شاقة وتأكيدان، مقارنة بمباراة بولندا الماضية، أحدهما طيب والآخر غير ذلك. التأكيد الجيد هو بالوتيللي، حيث الإدراك بإيجاد مهاجم يجعلك تشعر به في كل أنحاء الملعب، مثل الأخ الأكبر، لم يكن محاطا باللاعبين البولنديين السذج، وإنما من كتيبة قطاع طرق أرهقوا كاحليه، وظلوا يضربونه بالكتف، واستفزوه بالكلمات. تحمل ماريو الصدام، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها مناورة المنتخب الإيطالي وركلات السجانين، وسدد ثلاث كرات لموسليرا (أي كل نيران إيطاليا)، وأنذرته تسديدتان منها، من دون أي يتعامل قط مع الاستفزازات ، في دليل طيب على النضوج.

أما التأكيد غير السار قليلا، فهو صعوبة إدارة المناورة، والمتعلقة باختراق رأسي الحربة ذوي الثقل. ومقارنة بباتزيني، فقد قدم أوسفالدو تحركا أكبر، لكن هو أيضا الذي منح العمق للفريق، علاوة على تمرير الكرات مثلما كان يفعل كاسانو، أيضا لأن ضغط لاعبي الوسط الأربعة لتاباريز كان متقدما وشرسا. ومقارنة بفروتسلاف، كان يريد برانديللي أن تخرج الكرة أسرع من الدفاع، لكن عمالقة أوروغواي لم يسمحوا بذلك كثيرا. هذا في حين فوض بيرلو، الذي تعرض للضغط الشديد، ماركيزيو ودي روسي في بناء الجمل التكتيكية، لكنه كان مضطرا كثيرا للكرات الطويلة. وصارت طريقة لعب برانديللي، التي ولدت من أجل التمريرات الأرضية، شيئا آخر. بينما كانت مساهمة ماجيو وبالزاريتي ضئيلة، بعدما أوقف خطورتهما ظهراء تاباريز البارعين.

أدرك المدير الفني للمنتخب الإيطالي على أي حال أن الفريق، أيضا في ظل الصعوبات، يقدم مباراة دائما ولا يسمح بأي شيء أوروغوياني، بخلاف خطأ رانوكيا. وفي الشوط الثاني جاء الدور على طريقة 4-3-3 مع بيبي وبالوتيللي. ومع طرد بيريرا (في الدقيقة 35)، نزل باتزيني أيضا بدلا من ماركيزيو، ولم يكن ثلاثة رؤوس حربة إضافة إلى بيبي كافين لإدراك التعادل. وتعد هذه هي الخسارة الثالثة لبرانديللي منذ توليه قيادة المنتخب الإيطالي (كلها ودية). إنها نتيجة مريرة، ولكنها مفيدة. لقد ذاق هذا المنتخب الشاب حلاوة كثيرة أيضا، وقد منح منتخب أوروغواي الناضج والصارم دلائل على التطور. وقد شعر الأطفال الكثيرون الحاضرون في اللقاء بحالة سيئة، لكنه درس جيد بالنسبة لهم أيضا، فلا ينبغي الظهور بشكل جيد فقط وإنما التحلي بالمكر والشجاعة أيضا. كرة القدم هكذا، والحياة كلها بوجه عام.