الخوف..!!

عادل عصام الدين

TT

كلما اقترب موعد دخول لاعبي المنتخب السعودي لكرة القدم إلى أرض الملعب وازداد تصفيق الجماهير وارتفعت وتيرة التشجيع زادت «القشعريرة»...

قشعريرة تسرى في كل أوصال البدن وتبلغ الذروة أثناء السلام الملكي.

أراقب كل أرجاء «الاستاد» وأتوقع أن يكون هذا أكبر حضور جماهيري رأيته في «ستاد» الملك فهد وقد فوجئت بالرقم المعلن «62 ألف متفرج» مع أنني توقعت أعلى من هذا الرقم بكثير.

زلزال في المدرجات، وحماس كبير، وحضور افتقدناه منذ فترة طويلة.. وفي النهاية خيبة ما بعدها خيبة.

لم يكن.. «يوم» عدد كبير من طاقم الفريق، ولا أبالغ إن قلت إن كل العناصر لم يقدموا ما هو مطلوب باستثناء حارس المرمى وليد عبد الله مع حماس منقطع النظير وجهد كبير لسعود كريري وإن افتقد التركيز وحركية دائبة وحماس لنايف هزازي ومراقبة لم تمكنه من الإفلات.

بعض النجوم غابوا تماما وفي مقدمتهم نجمي المفضل الخلوق الرائع محمد الشلهوب.

كنت أعتقد أن السرعة تتأثر كثيرا بالروح القتالية أو الحماس، أي كلما ارتفع معدل الروح ازدادت السرعة، لكن تبين لي فيما بعد أن «الخوف» من جانب آخر يؤثر كثيرا على سرعة اللاعب إلى درجة أنه لا يستطيع أن يركض كالعادة إن شعر بالخوف.

هل شعر بعض اللاعبين بالخوف؟!.. لا أعرف.

المهم أن الفريق كان بطيئا.. تائها.. افتقد للتركيز.. ومع أن الفريق السعودي كان الأكثر سيطرة واستحواذا وهجوما على مدار الشوطين، إلا أن الكرات التي تصدى لها وليد عبد الله كانت أكثر وأخطر من الكرات التي تصدى لها الحبسي، مما يدل على أن الفريق السعودي «لم يصل» إلا قليلا بل نادرا رغم استحواذه.

يجب أن نلوم اللاعبين أولا... أما لو كنت مكان المدرب لما أشركت ناصر الشمراني أبدا فأمامي فريق يدافع بتكتل ناجح، والمباراة ليست مفتوحة والشمراني لا يصلح لهذا النوع من المباريات ولذلك كان حريا بفرانك ريكارد أن يشرك في مطلع الشوط الثاني ياسر القحطاني وبالتالي تتحول طريقة: اللعب من 4-5-1 إلى 4-4-2.

اللافت للنظر أيضا أن محمد نور لعب معظم فترات المباراة في الجهة اليمنى في حين لعب كلاعب وسط متقدم أحمد الفريدي، والأخير كان غائبا وقدم مباراة ضعيفة، الأمر الذي أراح المحور الدفاعي العماني بل كان عمق الملعب شاغرا وحيث إن كل الكرات الجانبية التي اعتمد عليها فريقنا لم تكن مجدية وغير ذات فائدة فقد طار الفريق العماني بالتعادل ووقع فريقنا في «حيص بيص» لأن الفوز.. مطلوب أمام استراليا على أرضها والفريق العماني مرشح ومؤهل لخطف الفوز أمام تايلاند.

سبحان الله.. كنا «نترحم» ونتعاطف ونتساءل قبل فترة قصيرة: ماذا جرى لفريق عمان القوي؟ ثم تأتي المفاجأة: الفريق العماني.. قد يتأهل.. ويخسر الفريق السعودي !!!!!

[email protected]