أين تكمن العلة بالضبط؟

محمود تراوري

TT

حالة الاحتقان التي يعيشها الرأي العام في السعودية حيال فرص المنتخب الوطني للتأهل لمونديال البرازيل 2014 ليست وليدة اليوم، بل هي – في ظني – تتراكم منذ أن أضاع حمزة إدريس ضربة جزاء في نهائي أمم آسيا بلبنان 2000 أمام اليابان التي توجت يومها زعيمة لآسيا إثر تغلبها على السعودية 1-صفر وإزاحتها عن عرش القارة الصفراء الكروي. تراجعت حالة الاحتقان تلك قليلا، ثم ما لبثت أن عادت عقب مباراة ألمانيا في نهائيات كأس العالم (كوريا/ اليابان)، ثم تدحرجت كرة الثلج وراحت تكبر وتصغر مع كل إخفاق، سواء في ألعاب أولمبية، أو نهائيات أمم آسيا، أو تصفيات المونديال. وفي كل الأحوال والمرات، ظل يصاحب هذا الاحتقان قدر من التشنج، انصراف عن محاولة وضع الأمر في سياقه الطبيعي والموضوعي، الذي يمنح بالضرورة قدرة على الرؤية لتخطي المرحلة.

وهي تبدو طبيعية إذا ما تأملنا بواقعية عالم كرة القدم، من حيث توالي الأجيال، نموها ونضجها ورحليها.

إقليميا يمكن للمتابع أن يتمثل بمنتخب الكويت، الذي عاش دورة مجده منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي، حتى وصوله إلى مونديال إسبانيا 82، وبعدها انفرط العقد، انتهى جيل، ودخلت الكرة الكويتية مرحلة توهان وانعدام وزن ربما حتى اللحظة، أي أكثر من ربع قرن. العراق أيضا يمكن أن تنطبق عليه الحالة، مع الأخذ في الاعتبار الظروف السياسية التي عاشها منذ أوائل الثمانينات في الحروب والحماقات التي قاده إليها نظامه السياسي.

البرازيل، ومع انتهاء جيل بيليه 74 ظلت تتخبط، حتى مجيء جيل سقراط 82 الذي قدم روائع في كرة القدم لكنه أخفق في الظفر بكأس العالم.

فرنسا، ظلت تتسيد الكرة الأوروبية منذ الثمانينات، وما بين جيلي بلاتيني وزيدان حققت بطولة أمم أوروبا وكأس العالم، ثم توارت عن الساحة.

تكثر الأمثلة، فإن شئنا أفريقيا نتذكر جيدا نجاحات الكاميرون ونيجيريا في الثمانينات حتى الألفية الثالثة ثم تواريهما هما أيضا، وحلول قوى كروية أخرى في القارة.

سعوديا كانت بداية الحضور الأقوى مع 84 حيث التأهل لأولمبياد لوس أنجليس، ثم الظفر بكأس آسيا للمرة الأولى، وكل ذلك بحضور جيل النعيمة وماجد وصالح خليفة والمصيبيح وعبد الجواد والدعيع، ثم تداخل معهم جيل الثنيان وأحمد جميل وسامي والهريفي ومسعد وحمزة وفؤاد أنور والعويران.

ثم كان التراجع.. التراجع الذي أوصلنا لحالة متفاقمة من التوجع والاحتقان. لكن أليس مهما الآن أن نهدأ قليلا، إذ لربما رأينا وأبصرنا أين تكمن العلة على وجه الدقة؟