من ظلم المنتخب؟

مسلي آل معمر

TT

من الطبيعي أن نتقاذف الاتهامات بعد النتيجة السلبية للأخضر أمام عمان، فهناك من لعن تكتيك ريكارد وخطته ويقول: إنهما لا يرتقيان إلى مستوى الأخضر رغم أن هذا المدرب سبق له تدريب برشلونة ومنتخب هولندا، وآخرون يتهمون إدارة المنتخب بالتقصير، وفئة ثالثة اتجهت إلى اتحاد الكرة، بينما قالت الأغلبية إن اللاعبين يقدمون مع أنديتهم أكثر مما يقدمون مع المنتخب. وما بين كل هذه الآراء المتعددة والمختلفة تبقى الحقيقة مثار جدل، ومع كل ذلك فإنني لا أتفق مع أي من وجهات النظر السابقة، بل أعتقد أن اللاعبين والجهازين الإداري والفني واتحاد الكرة قد عملوا ما في وسعهم لتحقيق نتائج إيجابية، لكن المشكلة ليست مرتبطة بأي طرف من الأطراف السابقة، لأن الأمر مرتبط بوضع الكرة السعودية العام منذ سنوات، فغياب التخطيط والعمل المنظم وإهمال البنى التحتية على كافة الأصعدة أعاد الرياضة السعودية للوراء، في الوقت الذي تقدمت فيه المنتخبات الآسيوية الأخرى.

دعونا نتساءل: كم عدد الأكاديميات لدينا؟ كم ناديا تم إنشاؤه في السنوات العشر الأخيرة؟ متى بنينا آخر استاد كروي؟ من هم المدربون الذين يشرفون على الفئات السنية في الأندية والمنتخبات؟ كم لاعبا دوليا تدرج من البراعم ثم الناشئين، الشباب، الأولمبي حتى الفريق الأول؟ لكل ما سبق من أسئلة أعتقد أن الإجابات لا يمكن أن تخفى على أي متابع عادي فما بالكم بالمسؤول، ومع هذا نجد من يقلل من عمل مدرب عالمي مثل ريكارد عمل في أندية ومنتخبات تعد خبرة العمل فيها لمدة أسبوع موازية لخبرة سنة في أكبر الفرق الآسيوية.

ولكي نكون أكثر منطقية، علينا أن لا نتغافل عن أن المنتخب هو محصلة مخرجات الأندية، والأندية تخضع لرقابة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فمتى ضعفت إنتاجية الأندية؟ من الواجب على رعاية الشباب أن تتحرك لبحث الأسباب وإيجاد الحلول، وكلنا نتذكر أن الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله، في فترات معينة أبعد بعض رؤساء الأندية عندما استشعر أن المصلحة العامة تتطلب ذلك، بينما لا نجد الآن من يسأل أندية كبيرة مثل الاتحاد والهلال عن أسباب عدم تأسيس أكاديميات لكرة القدم.. ولماذا أنشأ عضو النصر الداعم مقرا للأكاديمية ولم يدشن؟

أعتقد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب بحاجة إلى بدء الإصلاح من الأندية والاستقرار على الجهازين الفني والإداري للمنتخب، وعندما أكرر وأقول الأندية فمن يصدق أن ناديا جماهيريا كبيرا كالنصر لم يقدم للمنتخب لاعبا أساسيا للمنتخب طوال السنوات العشر الماضية رغم أن ميزانيته السنوية تفوق المائة مليون.. هل الخلل في المدير أم الرقيب أم كليهما؟