الدوري السعودي.. درجة ثانية!!

مصطفى الآغا

TT

أعرف أن عنوان المقال يبدو مستفزا فيما لو تم اجتزاؤه من محتواه الأصلي كما يفعل معظم الزملاء (عشاق الإثارة)، ولكني أجد أنه من المفيد جدا أن تكون هناك قراءة هادئة لتصريح صاخب كالذي قاله الألماني توماس دول مدرب فريق الهلال السعودي لصحيفة «بيلد» الألمانية الشهيرة..

دول كان أساسا يمتدح تجربته السعودية وحياته في العاصمة الرياض، وقال إنه وزوجته مرتاحان هناك، وهي تعودت على لبس «الحجاب» ومواكبة العادات الخليجية، وقال ردا على سؤال حول العروض التركية إنه مرتبط بالهلال السعودي ويريد بناء فريق على مدى سنتين ليتمكن من الحصول على البطولات (لا أعرف إن كانت هناك قراءة لما بين السطور هنا أم لا).. لكن أهم ما قاله دول (رغم أنه في ظاهره مديح وفي باطنه حقيقة يجب أن نعيها ونتفهمها) فهو أنه امتدح الدوري السعودي ووصفه بالقوي، وضعوا خطين تحت كلمة قوي، لكنه قارنه بدوري الدرجة الثانية للمحترفين في بلاده ألمانيا..

هنا مربط الفرس.. فالرجل منذ جاء إلى المنطقة وهو يتحدث بصراحة مطلقة ومن دون مواربة كما يفعل عشرات ومئات المدربين والنجوم المحترفين في ربوعنا ثم يغيرون آراءهم عندما يعودون لبلدانهم إما «مفنشين» أو مختلفين ماديا مع هذا النادي أو ذاك..

فبعد تعادل السعودية مع عمان وخسارتها من أستراليا (وليس بعد الفوز على تايلاند) عدنا لنسمع أحاديث عن أسباب تراجع الكرة السعودية، وعدنا لنسمع نفس الكلام الذي نسمعه عقب كل إخفاق (رغم أن المنتخب لم يخرج من التصفيات بعد)..

الكلام يبدأ من الرياضة المدرسية ليمر عبر دلال اللاعبين ووجوب تحديد سقوف مالية للمبالغ المهولة التي يتم دفعها أو عرضها من الأندية عليهم كي يحترفوا (محليا)، وهنا يأتي الحديث عن الاحتراف الخارجي الذي لم يحدث بشكل حقيقي سوى لحفنة من اللاعبين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، وفي تجارب أكثر من خجولة أو غير مفيدة، لنصل إلى الإعلام ومشاركته في ما يحدث بشكل أو بآخر..

وأتذكر أن كل من يتحدثون عن ضرورة احتراف لاعبي السعودية حاليا هم من هاجموا أي فكرة احترافية مع أندية أوروبية متوسطة لأنها أقل من مستوى «نجومنا»، فيما يرى الألماني دول أن الدوري السعودي يماثل الدرجة الثانية في بلاده، مما يعني أن الاحتراف يمكن أن يكون على مستوى هذه الدرجة وليس في أندية عملاقة كما نشتهي نحن..

وللحديث بقية..