العامل البرازيلي

باولو كوندو

TT

من المؤكد أن يوم السبت 19 نوفمبر (تشرين الثاني) لن يتم اعتباره يوما عابرا بالنسبة لمساعدي الحكام، حيث تعد الأخطاء الثلاثة الفادحة التي كانت في مباريات أول من أمس شيئا جديدا مزعجا في بداية الموسم الذي كان فيه مساعدو الحكام أيضا أكثر اقتناعا بالحكام. إنها أخطاء جسيمة لأنها توجه النتائج، حيث فتح الإنتر الحصن الدفاعي لفريق كالياري بفضل هدف جاء من تسلل، بينما بالنسبة للميلان ونابولي فقد تم إلغاء الأهداف المنتظمة التي كانا قد فتحا بهما اثنين من الأقفال الصعبة. وبعدما عرضنا هذا الأمر، سينبغي تذكر أن برشلونة الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي على وشك الوصول إلى إيطاليا بحالة بدنية ونفسية ممتازة، وكان لدى الفرق التي خاضت مباريات السبت شيء تفعله بكل تأكيد من أجل دوري أبطال أوروبا في الجولة القادمة.

ولكونه لقاء على القمة، فإن مباراة نابولي مع لاتسيو كان ينبغي أن تتضمن شيئا أكثر، لكن من الصواب القول إن المباراة التي جاءت مخيبة للآمال قليلا تذهب لصالح متصدر الدوري الإيطالي. وجرب نابولي في المباراة شتى الطرق. ولكونها مقدمة في الرحلة الطويلة إلى مدينة طرابزون، فقد بذل الإنتر جهدا كبيرا. وباعتبارها مباراة تجربة عامة قبل المباراة أمام برشلونة، فإن إبراهيموفيتش تصرف كمن يرغب في الحصول على إعجاب الآخرين، وهو الشخص الذي يحرص على أن يكون أداؤه مثمرا في كل مرة يدخل فيها إلى المنطقة. وبأداء مباراة تلو الأخرى، ينمو الشعور السائد بأن زلاتان لا يزال يتطور في مركزه كصانع ألعاب، كما أنه لاعب قوي بمهاراته الفنية المذهلة وبرؤيته للعب الخارقة تقريبا. إن مشكلة الميلان، التي أظهرها بوضوح دخول باتو، تكمن في أنه عندما يلعب إبراهيموفيتش وروبينهو وسيدورف معا، نستمتع كثيرا ولكن المباراة تنتهي بنتيجة قليلة. وعلى العكس، فإن باتو يلعب رأسيا ويخترق ويظهر بوضوح. ومن دون معجزات بوروتس حارس مرمى فريق فيورنتينا (لكن أيضا كان ماركيتي وجوليو سيزار)، كان فريق فيورنتينا الجديد والقاسي سيرفع الراية البيضاء.

وإذا تحدثنا عن الموضوع البرازيلي، في العام الماضي في جنوب أفريقيا، في إحدى المرات التي كان فيها صحافيون من مدينتي ريو دي جانيرو وسان باولو بالبرازيل يعبرون عن الحماس الطبيعي للاعب نيمار، مهاجم فريق سانتوس والمنتخب البرازيلي، وصفوا بالإجماع كوتينهو لاعب الإنتر والمنتخب البرازيلي بأنه الثمرة الثانية الواعدة في كرة القدم الخاصة بهم، وليس لوكاس وكاسيميرو لاعبي خط وسط فريق سان باولو (ومواليد 92) كذلك، واللذين من أجلهما يطلب النادي مبالغ طائلة، حتى ولا اللاعب غانسو الذي بين إصابة وأخرى كان يضيء بشكل متقطع مشهد نادي سانتوس البرازيلي. وبعد ذلك، إن الحادثتين المؤسفتين في بداية هذا الموسم مع أربعة مدربين في أكثر قليلا من 12 شهرا، واثنتين من الإصابات السيئة، كانت مخيبة للآمال، ولكن مساء السبت، عندما رأينا أن التفاهم مع شاب آخر بكل تأكيد تحت الاختبار (ريكي ألفاريز) جعله يحلق عاليا، نسينا بشكل مفاجئ المريض الجديد شنايدر وتذكرنا بالأحرى رأي الزملاء هناك. ووصل كوتينهو إلى الإنتر والذي عانى كثيرا في المباراة أمام كالياري، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار عدم وجود أي مساعدة صغيرة. ويوم الثلاثاء في تركيا يمكن أن يقوم رانييري بتدعيم المركز الأول في مجموعة دوري أبطال أوروبا، وفي آخر فصل الخريف الهائج هكذا ستكون نتيجة ذا تقدير، والتي تعتبر جسرا نحو فصل الربيع الذي لن يجدد فيه اللاعبون كبار السن شبابهم، ولكن الشباب مثل كوتينهو وألفاريز سيتطورون أكثر.