ظاهرة عالمية.. ولكن!

هيا الغامدي

TT

اختلاف أداء اللاعبين ما بين المنتخب والنادي، ظاهرة عالمية نشاهدها كثيرا كأمثلة حية من لاعبين كبار يشار إليهم بالبنان! وهو ما يجيب عن استغراب «ريكارد» مدرب الأخضر الذي أشار في معرض تصريحه المثير إلى تلك المسألة، وفجر من ورائها الآراء الانطباعية بين مؤيد ومعارض وسلب وإيجاب، وبنظرة استيعابية تفقدية استرجاعية عالمية لنجوم الكرة نجد تلك الظاهرة جلية لدى الأفضل والأشهر والأكثر حضورا ونجومية، «فرونالدو» بالمان يونايتد سابقا وريال مدريد، نجح نجاحا باهرا مع النادي الذي يلعب له كجناح، صانع لعب، مهاجم حر حتى إنه أصبح نجم شباك، وبالوقت ذاته هو لاعب سيئ مع منتخب البرتغال وأقل من عادي! بالضفة المقابلة، يأتي «ميسي» ساحر المستديرة البرشلونية كأبرز وأهم وألمع نجوم الدوري الإسباني النادي الأفضل على مستوى العالم.. كونه لاعبا حرا غير مقيد مع ناديه،عكس ما يجده في منتخب التانغو مما يخفي نجوميته وعطاءه ويرمي به في خانة اللاعب العادي دوليا! وسر الإلهام الروحي والذهني والفني بالبرشا عائد «للامركزية» مع ناديه التي تجعله ينوع بالأداء الحر وتنويع الهجوم والصناعة وهو ما يفتقده في منتخب بلاده. آخر الأمثلة لـ«روني» إنجلترا هو لاعب مهم وملهم على مستوى ناديه وعادي على المستوى الدولي بالبطولات الأوروبية وكؤوس العالم!

نخرج من ذلك لتأكيد «الفجوة» الفنية العناصرية بين المنتخب والنادي التي تتولد عن مسببات عدة، قرأت أحدها بتصريح الدولي «ناصر الشمراني» الذي أكد خلاله على نقطة اختلاف مراكز اللعب بين النادي والمنتخب كسبب لتدني مستويات التهديف لديه، بمعنى آخر اختلاف طريقة توظيف اللاعب بين النادي والمنتخب التي تؤثر كثيرا على أدائه، ولعلي أسرد أحد الأمثلة الحية بالتوأمة الفنية والذهنية والتكتيكية/التكنيكية بين المنتخب والنادي ببرشلونة والريال وتوافقهما مع الماتادور الإسباني وهم يقدمون العطاء نفسه، قارنوا ذلك بما لدينا، هل شعرتم بأن هناك توافقا، انسجاما، أو شبه اتفاق بين طريقة توظيف أنديتنا وقناعات ريكارد الخضراء للاعبين؟! وهل توافقونني الرأي بضرورة حدوث تواصل أكثر بين مدربي الأندية الأكثر إمدادا للاعبين الدوليين ومدرب المنتخب؟! أعتقد أنها مسألة ضرورية جدا ولو اجتماع شهري، خاصة في ما يصب في استخراج أفضل ما لدى الدوليين وتكوين خلفية أكثر عمقا وتحضيرا لدى ريكارد.

أسباب أخرى كقلة مدة الإعداد والإرهاق البدني الذي يصدر لاعبين خائري القوى للمنتخب من جراء توالي المشاركات مع الأندية، وهنا نعود للبرمجة/الجدولة والدوران بذات المتاهة. ومن الأسباب الأكثر عمقا واتصالا بالحقيقة، وتأثير ما يعنى بالنواحي السيكولوجية كالضغط النفسي الواقع على الدوليين على الأكثر، لأسباب منها اختلاف الانتماءات التي تحمل هويتها جماهير المنتخب بين محب وكاره عكس جمهور النادي المتوحد تجاه اللاعب، والسحنة الوطنية التي تزيد من غليان دماء الآراء حول لعيبة المنتخب وفورانها الديناميكي المتصاعد شعبيا وإعلاميا.

ومن الأسباب المؤثرة، وهو ما لا أود ذكره كونه يفعل لدينا «سكاكين» النقد قوة وحدة ولا ملامة «كالمادة» وكل ما له علاقة بذلك، فنجد بعض اللاعبين شعلة نشاط بناديه الذي تربطه به روابط (ربحية) لها علاقة بالاستثمار والمال والاقتصاد وبين المنتخب الذي يصب الاهتمام به والعطاء له بمرمى «الوطنية» على الأكثر، قيسوا المسافة بين الاثنين، عندها ستدركون من يستحق من لاعبينا اللعب للمنتخب!

[email protected]