إبراهيموفيتش يتراجع وجيلاردينو يعاني

أندريا سكيانكي

TT

إن الدرس بسيط؛ فإذا قرر المهاجم أن يشارك كصانع ألعاب وأن يكون رجل التمريرات الحاسمة، فمن الضروري أن يستقبل زميله كراته ويذهب ليشغل مساحة في منطقة جزاء الخصم ليسجل، وإلا فسيواجه خطر إنهاء المباراة بالقليل أو بلا شيء. وهذا ما حدث لفريق الميلان في المباراة الخارجية في فلورنسا يوم السبت الماضي أمام فيورنتينا، حيث جذب إبراهيموفيتش لاعب الميلان، بناء على طلب بسيط من أليغري ولدافع شخصي، ثنائي دفاع فيورنتينا وتراجع ومرر الكرة لمن داخل المنطقة سيدورف وروبينهو وأكويلاني ونوتشيرينو. ومن جانب الهدف الذي تم إلغاؤه للاعب سيدورف (الذي سجله على أثر لمسة من إبراهيموفيتش)، فإن الميلان لم يتمكن من تحقيق الإبداع في اللعب الناتج، حيث تشهد نسبة 67.8% من الاستحواذ على الكرة على أن المناورة كانت دائما تقريبا عند أقدام لاعبي الميلان، لكن الفرص من أجل إحراز الأهداف لم تكن عديدة. ومن أجل إعطاء هزة، في منتصف الشوط الثاني، حاول باتو، المهاجم الصريح، تسجيل هدف، محاولا استغلال عمل رجل التمريرات الحاسمة إبراهيموفيتش.

جمل تكتيكية: وكان فريق الميلان معتمدا كثيرا للغاية على أداء اللاعب السويدي الذي نفذ 51 تمريرة كاملة، مع نسبة مئوية ممتازة في الدقة، حيث 82% من 100%. وهكذا، في جوهرها، لقد تحولت المناورة الخاصة بفريق الميلان كالآتي؛ أولا يتم تسليم الكرة من خط وسط الملعب عند أقدام إبراهيموفيتش، الذي، في الوقت ذاته، تراجع بشكل أو بآخر في المركز التقليدي لصانع الألعاب. وثانيا، يقوم اللاعب السويدي بالدفاع عن الكرة مستغلا لياقته البدنية والقوة، ثم يرفع رأسه ويلاحظ حركات بعض الزملاء، ذاهبا لكي يمنح الكرة لمن يقذفها نحو منطقة جزاء الخصم. وهناك أسلوب تقليدي آخر لفريق الميلان أمام نظيره فيورنتينا وهو كالتالي، أولا، لعب كرة في المقدمة عند اللاعب الذي يكون ظهره أمام مرمى الخصم وذلك لاستقبال الكرة، وثانيا، عمل كرة إلى الوراء تعمل على إثارة شكوك اللاعبين، وثالثا، عمل كرة إلى وسط الملعب لكي تبحث عن المهاجم الذي يخترق منطقة الجزاء. وينبغي الإشارة إلى أن الثنائي غامبيريني - ناستاسيتش، مدافعي فيورنتينا، قد تمكنا من الثبات في المنطقة ولم يفقدا السيطرة من الضربات المستمرة للاعبي الميلان.

الكثير من المعاناة: إذا تميز الشوط الأول لفريق ديليو روسي خاصة بحالة من الدفاع والاحتواء، هذا لأن فريق الميلان كان يمرر الكرة بسرعة، فإن الشوط الثاني كان مختلفا تماما. ولقد حاول فريق فيورنتينا أن يظهر نفسه وناضل كثيرا، حتى وإن لم ينجح على الإطلاق في أن يخدم هذا العمل بدقة اللاعب جيلاردينو مهاجم فيورنتينا والمنتخب الإيطالي. وقد عانى المهاجم غياب لاعب حقيقي (فكان يفتقد جوفيتش، وسواء تشيرشي أو سانتياغو سيلفا فلم يبدو أنهما لاعبان فذان)، خاصة أنه كان يستقبل القليل من الكرات من الأجناب. ومن المعلوم أن جيلاردينو مقاتل جيد عندما يمكنه استقبال كرة عرضية جيدة. وفي المباراة أمام الميلان، وجد جيلاردينو نفسه في مواجهة العملاق تياغو سيلفا مدافع الميلان واضطر إلى التراجع. وهناك حدث آخر، يقص أكثر من أي شيء آخر أهمية المهاجم. فكان لدى مهاجم فيورنتينا الكرة في منطقة الوسط على اليسار وبينما كان يحاول الاختراق سريعا، قام تياغو سيلفا بتجاوزه بسرعة مضاعفة. وكان عدد التمريرات التي نفذها مهاجم فيورنتينا هو 13 تمريرة فحسب، وهذا يعني أنه كان يتم استدعاؤه نادرا للمشاركة مع الفريق.