أكبر المفاجآت!

عادل عصام الدين

TT

لو سئلت عن مفاجأة المفاجآت الرياضية خلال الفترة الماضية لاخترت انتصارات المنتخب اللبناني لكرة القدم.. دون تردد.

الفريق الذي كان بمثابة اللقمة السائغة للآخرين.. الفريق الذي يعد ضمن قائمة فرق المؤخرة آسيويا استطاع أن يحصد 10 نقاط كاملة منتصرا على الإمارات أولا.. والكويت ثانيا.. وكوريا الجنوبية ثالثا ويكفي أن نعلم أن المنتخبات الـ3 سبق أن شاركت في نهائيات كأس العالم، كما فازت كوريا الجنوبية والكويت ببطولة آسيا.

التفوق اللبناني غير الكثير من المفاهيم السائدة.. أو الأفكار «الكروية» المعروفة.

يقولون إن الدوري القوي يصنع فريقا قويا، لكن الدوري اللبناني ليس كذلك، ولا أبالغ إن قلت إنه يأتي ضمن الأضعف.. أو على الأقل ضمن المسابقات الأقل متابعة بغض النظر عن اسم النجمة الذي اشتهر قبل 40 عاما.. أو اسم الراسينغ الذي عرف قبل 40 عاما أيضا.

ثم إن الكرة اللبنانية لم تقدم اسما كبيرا على مستوى اللعبة، أتحدث عن هذه الأيام وليس عن 4 عقود مضت.

لم يكن هناك ما ينبئ عن قدوم منتخب يصعق 3 منتخبات قوية، لكن المنتخب اللبناني فعلها.. ويخطئ من يعتقد أو يظن أن ما تحقق أن بفعل الحظ ثم كيف يأتي الحظ في 3 أو 4 مباريات متتالية.

الفريق اللبناني بدأ منظما.. متماسكا.. قدم كرة حديثة وإن اعتمد على التكتل الدفاعي ثم تنظيم الهجمات المرتدة بمهارة جماعية بالغة الروعة.

السؤال: هل تحقق كل ذلك بفضل منهجية وفكر وخبرة وشخصية المدرب الألماني بوكير فقط؟!

لا أريد أن أظلم الأندية اللبنانية.. ولا نجوم هذا الفريق الجميل.. ولكنني أؤكد أن لبوكير فضلا كبيرا في هذا العطاء المفاجئ.. المفرح لنا جميعا.

يقولون إن اللاعبين هم الأساس.. ويشكل اللاعب أعلى نسبة مئوية في الإنجاز وإن نسبة المدرب لا تتجاوز الـ15 أو حتى 25%، فهل ينطبق ذلك على حالة الفريق اللبناني؟!

الحقيقة أننا لم نشاهد مثل هذا المنتخب في تاريخ كرة القدم اللبنانية منذ بداياتها إلا في مرحلة الألماني بوكير.. النجم الذي جاء في نهاية السبعينات من القرن الماضي قادما من ألمانيا ولعب مع الاتحاد في المرحلة الأولى من استقطاب اللاعب غير السعودي حيث شهدت تلك المرحلة حضور لاعبين مميزين شاركوا مع الاتحاد أمثال الألماني إيرك بير والسويدي شوبيرج. و«التوانسة» تميم الحزامي وغميض وتوفيق بلغيث.. وكان الألماني كرامر نجم التدريب آنذاك.

بوكير.. الذي كان يلعب بحماس منقطع النظير قدم منتخبا يلعب بحماس.. يدافع ببسالة ويهاجم بقوة وبـ«تكتيك» عالي المستوى.

صحيح أن بوكير نجح كمدرب في مصر والسعودية مع أندية مختلفة، لكنه أبدا لم ينجح كما نجح مع المنتخب اللبناني.. فهل تطورت الكرة اللبنانية بهذه السرعة؟!

[email protected]