أداء رائع وفوز ثمين لنابولي

أريغو ساكي

TT

أثبت دوري أبطال أوروبا أنه أفضل وأمتع بطولة في العالم. فالملاعب تحتشد خلال مبارياته بالجماهير وبالعروض الرائعة. وحقق نابولي إنجازا طيبا بفوزه على مانشستر سيتي القوي ومدربه مانشيني الذي يحتل صدارة الدوري الإنجليزي. وأخرج لاعبو المدرب ماتزاري كل ما لديهم من طاقات وقدرات في ظل تشجيع حماسي من جماهيرهم الرائعة. وباغت لاعبو نابولي منافسهم ببداية قوية تميزت بالسرعة والضغط الهجومي من جانب أصحاب الأرض عن طريق انطلاقات كافاني ولافيتسي وهامسيك ومعاونة جميع لاعبي الفريق. لكن لاعبي ماتزاري لجأوا للدفاع، للأسف الشديد، بعد إحراز كافاني الهدف الأول، ولم يستمروا في أدائهم المعتاد. وتكتل الفريق أمام منطقة جزائه بعدد كبير من اللاعبين تاركا وسط الملعب للاعبي الفريق الإنجليزي مما عرض مرمى نابولي للكثير من التهديدات. وبالإضافة إلى ذلك ما زال فريق نابولي يفتقد إلى الخبرة والنضج اللازمين في مثل هذه المباريات الدولية الكبيرة. وينبغي على ماتزاري، الذي فعل الكثير مع نابولي، أن يعمل على تحسين دفاع الفريق وتمركز اللاعبين في الشق الدفاعي، ويجب أن يلجأ لعدد أكبر من التمريرات القصيرة بين لاعبي الفريق بدلا من التمريرات الطويلة في الشق الهجومي. ورغم هذه العيوب البسيطة، يستحق فريق نابولي كل التقدير والإشادة على ما يحققه من نتائج مبهرة، وعلى السعادة التي يدخلها على قلوب الجماهير في مدنية نابولي وإيطاليا بصفة عامة.

وتعادل الإنتر مع طرابزون سبور التركي في نفس البطولة ليقفز إلى صدارة مجموعته ويضمن التأهل بالفعل إلى دور الستة عشر. ويعتبر هذا إنجازا طيبا للاعبي الإنتر ومدربهم رانييري الذي تولى تدريب الفريق خلفا لغاسبريني وهو بلا رصيد من النقاط في دوري الأبطال. ويتطور أداء الإنتر بشكل تدريجي تحت قيادة رانييري الحكيمة، ويدفع أيضا بلاعبين شباب من أصحاب المهارة والموهبة مثل ألفاريز وكوتينهو.

لكن أهم مباريات دوري الأبطال في تلك الجولة كانت هي المباراة التي جرت في استاد سان سيرو بين الميلان وبرشلونة. ولم يخيب الفريقان آمال الجماهير التي كانت تنتظر أداء فرديا رائعا، ومباراة حماسية قوية من نجوم الفريقين. وظهر الميلان بشكل يختلف تماما عن مباراة الذهاب في برشلونة والتي تعادل فيها بمساعدة الحظ، وظهر خلالها بمستوى أقل من منافسه القوي. فقد نزل لاعبو الميلان إلى ملعب سان سيرو بحماس وتصميم كبيرين ووجه جديد. ولعب المدرب أليغري بتشكيل هجومي وبرغبة واضحة في الهجوم الفوري على منافسه القوي في بداية المباراة. وجاءت المباراة جيدة للغاية على الصعيدين الخططي والفني.

وكان غوارديولا مدرب برشلونة يرغب في تسيد اللقاء والسيطرة على مجريات الأداء، ولهذا زاد من عدد لاعبي خط الوسط في تشكيل فريقه ولعب بطريقة 3-5-2 التي أجاد لاعبو الميلان مواجهتها والتقليل من خطورتها من خلال الضغط الدائم في ملعب الخصم. ولذلك اضطر المدرب الإسباني إلى العودة لطريقته المعتادة 4-3-3 وخسر الميلان، لكن هذه المباراة أظهرت أن الفوارق بين الفريقين لم تعد كبيرة، وربما تكون هذه الهزيمة نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل لفريق الميلان.

إن برشلونة فريق قوي للغاية، لكنه يبدو الآن أكثر شبها بالفرق الطبيعية وأقل حصانة ضد الهزيمة عن ذي قبل. لكن الجانب الخططي والعقلية الهجومية والمهارات الفردية (وخاصة لدى ميسي) تبقى فريدة في فريق برشلونة. ولهذا السبب يستحق أليغري والميلان الإشادة بعد أن كانوا ندا قويا لبرشلونة. فقد أظهرت قدرات لاعبي الميلان وجود بعض الشروخ في بنيان فريق برشلونة القوي. وكان أفضل لاعبي هذه المباراة تشابي وميسي من الفريق الإسباني وسيدورف وإبراهيموفيتش وبواتينغ (الذي سجل هدفا سيبقى في ذاكرة التاريخ) وتياغو سيلفا من الفريق الإيطالي. ونحن نشكر لاعبي الميلان على هذا العرض الرائع الذي قدموه رغم الهزيمة.