إنه لم يكن مجرد انتصار لمدينة نابولي، بل كان أيضا انتصارا لنابوليتانو رئيس إيطاليا. لقد جاء فوز فريق نابولي على مانشستر سيتي الإنجليزي في دوري الأبطال قبل بضعة أيام بمثابة فخر كبير لمدينة نابولي وهدية لإيطاليا بأكملها. وإذا كان نابوليتانو رئيس الجمهورية قد استقبل منتخب إيطاليا في قصر الرئاسة وأشاد بخطاب بوفون وروح الفريق الذي نهض من وسط الحطام، وهي إشارة هامة لبلد يعاني من أزمة كبيرة حاليا، فإن فريق نابولي يجسد ذلك بصورة أكبر حتى من المنتخب الإيطالي. فالمنتخب الإيطالي يعتبر رغم كل شيء هو عصارة أفضل ما في كرة القدم الإيطالية بصفة عامة، بينما تم تطبيق مشروع فريق نابولي في نطاق ضيق. وقد أثبت فريق نابولي أنه قادر على مواجهة الكبار في دوري أبطال أوروبا رغم ضآلة موارده مقارنة بمنافسيه.
والطريف أن فريق نابولي يواجه في نفس المجموعة فريق بايرن ميونيخ الألماني باستاده الحديث الرائع، بينما لا يستطيع فريق نابولي اللعب في استاد سان باولو القديم عصرا إذا أمطرت السماء في الصباح. وقد أظهر مانشيني مدرب نادي مانشستر سيتي لماتزاري مدرب نابولي بطاقة الائتمان الخاصة بالشيخ منصور رئيس النادي الإنجليزي الذي يتكفل بضم أي نجم يحتاجه فريقه مهما كان ثمنه. وشارك مع فريق فياريال النجم الإيطالي جوسيبي روسي الذي كان يتطلع فريق نابولي لضمه خلال الصيف الماضي دون أن يتمكن من ذلك بسبب سعره الباهظ بالنسبة للنادي الإيطالي. ورغم كل ذلك نجح فريق نابولي في إثبات جدارته وسط الكبار وأعطى لإيطاليا بأكملها درسا تحتاج إليه يتمثل في أن المنافسة والانتصار على الأوروبيين أمر ممكن رغم تفوقهم ماديا، إذا تمت دراسة الأمور بشكل جيد وتم انتهاج مشروع طموح بذكاء وحماس.
وقد نجح فريق نابولي في ذلك عن طريق الإنفاق بتعقل وصبر وبشكل تدريجي دون دفع مبالغ خيالية كل صيف لدعم صفوفه مثلما تفعل الأندية الكبرى. وتوصل فريق نابولي لهذا الإنجاز أيضا من خلال تحديد أجور لاعبيه بصورة تتفق مع إيرادات النادي وإمكاناته، رغم أن ذلك كلفه غياب النجوم الشهيرة عن الفريق. ونجح فريق نابولي في إثبات ذلك من خلال إعلاء الجانب الخططي والذكاء (الممثل في المدرب ماتزاري) المحلي. فالإيطاليون أساتذة لا يباريهم أحد في التنظيم والانطلاق داخل الملعب. وحقق فريق نابولي ما حققه أيضا من خلال مطالبة الجميع بدفع ضريبة هذا النجاح. فوجدنا اللاعب الموهوب صاحب المهارة لافيتسي يركض داخل جميع أرجاء الملعب لمعاونة زملائه. إن فريق نادي نابولي قدم لنا درسا هاما ويجب علينا جميعا أن نتعلمه.