ريكارد لن ينتحر!!

مصطفى الآغا

TT

قبل أسبوع من الآن، وتحديدا ليلة الاثنين، تحدث الهولندي فرانك ريكارد مدرب المنتخب السعودي لمدة ساعة وربع الساعة في «صدى الملاعب»، عن كل ما يدور في ذهن الشارع الكروي السعودي.. حول المنتخب ولاعبيه وتشكيلته وأظهرته وطريقة لعبه واختياراته، ورأيه في احتراف اللاعب السعودي، وهل هو قادر على الاحتراف الخارجي، وهل فعلا انشغل اللاعبون بقصص تجديد عقودهم خلال التحضيرات للقاء عمان فأثر ذلك سلبا على النتيجة، ولماذا لم يفز أساسا في مباراة مصيرية كتلك، وهل فعلا قال إن اللاعبين يؤدون مع أنديتهم أفضل بكثير مما يؤدونه مع المنتخب. وسألته إن كان أحد يتدخل في عمله، ولماذا استبعد نور من التشكيلة ثم أعاده، ولماذا كان يبدأ بياسر القحطاني ثم بات خيارا ثالثا، وعن جيل 1994 والفارق بينه وبين جيل 2011، وعن حظوظه في الوصول لكأس العالم 2014 في البرازيل، وهل لديه الخطة «باء» في حالة الفشل وعدم التأهل، وهل سيبقى إن لم يتأهل المنتخب أم سيرحل، وهل حقيقة أنه كان ينوي غربلة كل المنتخب فيما لو فاز على عمان، ولماذا لم يزاوج أساسا بين لاعبي الخبرة ولاعبي منتخبي الشباب والأولمبي!!

أجمل ما في ريكارد أنه تحدث بشفافية لم أعهدها في المدربين، لا من العاملين في منطقتنا ولا حتى خارجها.. وأهم ما فيه أنه لا يُستفز بسهولة لأنه معتاد على الضغوطات الإعلامية، وهي ميزة تحسب لمن يقود منتخبا كالأخضر السعودي الذي يتعرض لبقع ضوء إعلامية أكثر بكثير مما تتعرض له بقية منتخبات المنطقة بسبب قوة الإعلام السعودي وتعدد أشكاله وقنواته.. وأهم ما لمسته في حديث ريكارد على الهواء وتحت الهواء وما قبل ذلك في الجلسة التي جمعتني به في الفندق لساعة تقريبا، هو هدوء الرجل في وجه العاصفة القادمة حيث سيتقرر مصير المنتخب أمام منتخب كأستراليا وخارج الديار، ومع هذا قال إنه قادر على التأهل، ولو لم يكن قادرا لما قالها، ومن تعامل مع الرجل سيعرف أنه لا ينافق ولا يجامل ولم يذكر مسؤولا واحد بكلمة لا بالخير ولا بالشر، وهو مقتنع أنه يستطيع بناء منتخب منافس مرهوب الجانب خلال سنتين، لكنه ليس بساحر ليغير خلال فترة قصيرة، ولن ينتحر كما قال وينحر معه جيلين فيما لو وافق على مقترحات البعض بوضع خلطة سريعة من المخضرمين والشبان خلال هذه التصفيات، لأنه في هذه الحالة سيدمر المخضرمين وينهي مستقبل الصاعدين، وهو قالها بوضوح: «لو فعلتها فسيكون ذلك انتحارا»!!