السيدة العجوز تمتلك ثلاث أرواح

لوكا كالاماي

TT

إن الحديث عن درع دوري الدرجة الأولى أمر حتمي، وأيضا أنطونيو كونتي مدرب اليوفي، الذي قرر أن يلغي هذه الكلمة من قاموسه، استسلم لهذا الأمر بشكل واضح وتوقف عن إخفائه. وبعد اللقاء أمام الميلان والإنتر هزم أيضا نظيره لاتسيو بهدف وبات في صدارة الترتيب مع مباراة مؤجلة. وهناك أساسيات بسبب الفارق البسيط في النقاط بين المنافسين. ربما لا يعتبر فريق اليوفي هو التشكيلة الأقوى في الدوري الإيطالي، بل إنه الفريق القادر على التحسن، ولن يضر الحصول على لاعب إضافي، كما أن الموسمين الأخيرين اللذين عاشهما اليوفي على هامش كرة القدم يزنان كالصخور، غير أن كونتي نجح في الدمج بين ثلاث أرواح في كوكتيل ينتج الفوز، وهي مهارة اللاعبين الاستثنائيين كبار السن أمثال بيرلو وبوفون، و«شهرة» فريق يناضل ويعاني على أي كرة، والإصرار الذي يتلخص في هدف المباراة أمام لاتسيو الذي أحرزه سيموني بيبي لاعب جناح اليوفي والمنتخب الإيطالي بعد هجمة مرتدة كما تقول بديهيات كرة القدم وتمريرة حاسمة مذهلة صنعها ماتري.

إنها ثلاثة مؤشرات لا تزال تجعل اليوفي مخيفا، لأن هذه الصدارة في ترتيب الدوري غير مرتبطة بشخصية أو اثنتين، لكن بمشروع كامل استوعبه جيدا وتشربه كل لاعب في اليوفي. وسيكون غدا الثلاثاء في استاد سان باولو اختبارا آخر مهما أمام نابولي الذي تم إنقاذه في اللحظة الأخيرة بفضل هدف كافاني. إذا حول اليوفي الفارق الصغير في النقاط إلى فارق حقيقي، سيكون هذا مأزقا كبيرا بالنسبة لمنافسيه، حيث إن اليوفي لن يتعين عليه بذل مجهود في البطولات الأوروبية.

وينبغي على الميلان الرد على الفور. وقد كتب أليغري مدرب الميلان رسالته الصغيرة لعيد الميلاد وطلب فيها احتلال الصدارة حتى نهاية الموسم ووصول تيفيز لاعب مانشستر سيتي والمنتخب الأرجنتيني، وربما أيضا التعافي لمحارب قديم مثل غاتوزو لاعب وسط الميلان. ولن يكون تجاوز اليوفي شيئا سهلا، غير أن الميلان يهدف إلى صنع شريط من الانتصارات وعبور جدول مواعيد المباريات الذي يعد سهلا إلى حد ما. وفي مباراة الميلان أمام كييفو لم تكن هناك ركيزتا الدفاع أبياتي ونيستا. وهو غياب مهم، لذلك فالتركيز الآن على إبراهيموفيتش مهاجم الميلان والمنتخب السويدي، وزملائه في خط الهجوم. وينبغي على الشبح تيفيز أن يعلن عن نفسه ويعزف مثل جرس الإنذار الدقيق لأن روبينهو وباتو من الممكن، على الورق، أن تتم معاقبتهما بوصول «الأباتشي» كما يلقبون تيفيز إلى ميلانيللو، حيث معسكر تدريب الميلان. إن اللاعبين البرازيليين تحت الاختبار لأسباب مختلفة. وقبل فترة توقف المباريات من أجل عيد الميلاد، ينبغي عليهما إثبات نفسيهما، بأنهما لاعبان جديران بدرع الدوري الإيطالي وببطولة أبطال أوروبا وإلا سيصبح ترشيح اللاعب تيفيز أكثر قوة.

وفي ما يتعلق بالإنتر، فبعد أن أنهى بشكل رائع وعلى مستوى كبير فصل بطولة دوري الأبطال (حيث إنه الفريق الإيطالي الوحيد الذي تأهل للمركز الأول)، يحاول أن يغير تاريخه في دوري الدرجة الأولى. إن فريق سيينا بقيادة المدرب سانينو هو أحد الأخبار الممتعة في هذا الموسم. وينبغي على لاعبي الإنتر أن يعتادوا على العيش من دون الأعمال السحرية للهولندي شنايدر، وهم في حاجة إلى أهداف باتزيني وزاراتي وميليتو بعد الصيام عن التهديف لفترة كبيرة. إن الأرقام المخيفة لمهاجمي الإنتر جعلت رحيل الكاميروني إيتو أكثر ألما مما هو متوقع. وسيكون ضروريا إيجاد مماثل للاعب إيتو وإلا ستصبح فكرة عودة الدرع تحديا مخيبا للآمال.