أهل مكة أدرى بشعابها

أحمد صادق دياب

TT

«أهل مكة أدرى بشعابها» هكذا يقول المثل الشعبي الذي نعرفه جميعا.

ولكن الوحدة ليس ملكا لأهالي مكة فقط، فبالتالي هم الأدرى به. فالوحدة ملك لنا جميعا كإرث نفاخر به، ومصدر تعلمنا منه أشياء كثيرة، لعل أولها كرة القدم وكيفية لعبها، وآخرها الصبر الذي تعلمناه من مشجعي هذا الفريق.

كنت مؤخرا في مكة المكرمة أعزها الله، وكعادتي ذهبت إلى واحد من أشهر «الفوالين» في مكة المكرمة لتناول الإفطار، ووجدته كما تركته قبل شهور خلف «جرة الفول» الضخمة، ولكن هذه المرة وعلى عكس ما عهدته عليه كان وجهه حزينا مقطبا، وترحيبه كان أقل حرارة، شعرت بأنه غير راغب في الكلام.

جلست هناك حتى فرغ من عمله وأتى لي وله بكأسين من الشاي الثقيل جدا، وقال «تصور.. الوحدة أمس تعادلت من جديد.. حتى في الدرجة الأولى لا يمكن أن نفرح، أيش هذا الهم اللي لاصق فينا»..

قلت له: «سيبك من الوحدة والكورة، وقلي أيش شاغل بالك؟».

ضحك بصوت قوي، قبل أن يقول «اسمع.. أنا ما أزعل في حياتي كلها غير على الوحدة، أربعين سنة وأنا ما عندي هم غير الوحدة.. الوحدة وبس، ونفسي كدا أمشي في الشارع ولو مرة وحدة بس وأقول أيوه هذه الوحدة اللي جابت البطولة وبجدارة كمان، لكن كل مرة أتلقى الكف أكبر من أخوه».

قلت له: «طيب أيش مشكلة الوحدة؟ وأنت قد كدا تحبها».

قال: «شوف أنا لا أروح النادي ولا آجي، وكل اللي أعرفه أقرأ في الجرائد، أو أشوفه في التلفزيون، بس أنا أعتقد أنه فريقنا يحتاج إلى نوع خاص من الرعاية والإدارة غير الأندية الثانية، يعني بصراحة كدا إحنا نحتاج واحد يفهم تركيبة عيال الحارة في مكة.. ويعرف كيف يتعامل معاهم، عشان ما يروح لبره.. ترى الحكاية ما هي فلوس أبدا، لأنه اللاعب في بداية حياته في مكة أمنيته كلها أنه يلعب في الوحدة وفي الوحدة وبس.. وشوف اللاعبين اللي خسرناهم من بدري محمد نور ومعتز الموسى ونايف القاضي.. هاذول كلهم مروا على الوحدة وقلنا ما ينفعوا وراحو برة ونجحوا.. يعني المسألة هنا كيف يمكن نميز اللاعب الكويس من غيره بالدرجة الأولى.. وبعدين لما تسجله كيف تحافظ عليه، ترى (عيالنا) مهم طامعين، لكنهم يشوفوا غيرهم ويتعلموا.. يعين بالله لو كان ناصر الشمراني وعيسى المحياني ومعتز وكامل ونايف القاضي والمر ونور وأسامة الهوساوي في الوحدة في وقت واحد الآن مين كان يقدر يغلبنا.. شقت ما قلتلك أني فاهم واستغرب من المتعلمين اللي في الإدارات اللي فاتت ما يكون فهموا كدا من بدري وريحوني».

تركت حديث صديقي كما هو بلا تعديل أو تمرير... ليكون رسالة للوحداويين.