موسم التحولات ومعاناة شباب إيطاليا

باولو كوندو

TT

الدوري الإيطالي؟ ليس كذلك كثيرا. تم إجراء بحث بشأن نسبة اللاعبين الإيطاليين والأجانب المشاركين في الدوري الإيطالي وكان المؤشر مقلقا للغاية، فبعد خوض الـ10 مباريات الأولى، اتضح أن 223 لاعبا من إجمالي 434، الذين شاركوا حتى الآن من الأجانب. إنها نتيجة مثيرة للثورة؛ لأنها المرة الأولى في التاريخ التي يصبح فيها اللاعبون الإيطاليون أقلية في الدوري بهذا الشكل؛ حيث أصبحت نسبة الإيطاليين المشاركين 48.6% مقابل 51.4% من الأجانب، لكن الجانب الذي يشد الانتباه إليه هو الانطلاقة اللامعة للمنتخبات الإيطالية، سواء الأول بقيادة برانديللي أو منتخب تحت 21 عاما بقيادة فيرارا، الذين سيكون لديهم الكثير ليخسروه بسبب التقليل من إمكانات اختيار اللاعبين. لكن سنحلل الآن هذا التناقض بالأرقام.

بات دوري الدرجة الأولى الإيطالي أكثر اتساعا في عام 2004، بزيادة عدد الفرق من 18 إلى 20. وعلى مدار 3 مواسم، ظلت النسبة المئوية للاعبين الأجانب المشاركين في الدوري الإيطالي تقريبا 30%. ومنذ عام 2007 بدأت النسبة تزداد: 37%، 39%، 43%، 49%، وهذا الموسم 51%. إن الأرقام الخطيرة حقا تلك هي التي تتعلق باللاعبين المبتدئين، أو بالأحرى باللاعبين الشباب (الصغار) الذين ينجحون في إثبات أنفسهم داخل الملعب، مراوغين أمواج اللاعبين الأجانب في بداية الموسم. وهنا يمكننا القول إن هذا التجاوز الحالي لديه جذور أقدم؛ فمنذ عام 2007 وفي هذه السنوات باتت النسب المئوية تقشعر لها الأبدان. وفي الـ10 مباريات الأولى من هذا الموسم، ظهر 56 لاعبا أجنبيا من كل الأعمار لأول مرة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي وفقط 15 من اللاعبين الشباب الإيطاليين، وهو ما يعادل 21.1%. لقد أصبحت مهنة لاعب كرة القدم، حتى في إيطاليا، مغلقة أمام الشباب.

مهانون؟: وربما كان الحال أفضل في الماضي؛ لأنه في الوقت الذي كان فيه الدوري الإيطالي الأجمل في العالم، كان عدد اللاعبين الأجانب الموجودين لا يتجاوز اثنين أو ثلاثة على الأكثر، بينما الجزء الأكبر، الذي كان يجعل معدل المهارة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي مرتفعا للغاية، كان يتحدث اللغة الإيطالية. وهذا بشكل أو آخر الوضع الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الدوري الذي أولا حل محلنا في التصنيف العالمي للفيفا (ثم تأتي بعد ذلك الليغا والبوندسليغا) والذي ينتج اليوم عرضا رائعا ويدخل فيه النجوم الأجانب على الإطار البريطاني القوي. لقد غير قانون بوسمان كل شيء، الذي ينص على حق اللاعب في اللعب في أي نادٍ من بلاد الاتحاد الأوروبي دون اعتباره لاعبا أجنبيا يجب عليه دفع الدية أو المقابل عند انتقاله إلى أحد الأندية الأخرى.

منتخب الآزوري جيد: لماذا إذن تسير المنتخبات الآن على نحو جيد؟ إن الإجابة الوحيدة الممكنة تكمن في المقولة الخاصة بالفيلسوف فريدريك نيتشه وهي: إن الشيء الذي لا يقتلك يجعلك أقوى؛ فمن ينجح في توسيع نفسه وأخذ مساحة بين المنافسات الكثيرة يصبح الأقوى بشكل حتمي. فإذا لعب الإيطالي باتزيني يذهب الأرجنتيني ميليتو إلى مقعد البدلاء. وإذا لعب كاسانو يجلس البرازيلي باتو على مقعد البدلاء. وإذا لعب ماتري يذهب مهاجم الجبل الأسود فوتشينيتش إلى مقعد البدلاء. وكما قلنا، فإن المشكلة الحقيقية تتعلق باللاعبين الشباب. فمن جانب يرجع السبب في ذلك إلى أنهم يكلفون مبالغ كثيرة، مثل المنتجات البيولوجية التي ينبغي أن تكون أقصى درجة من الطبيعية، ولكن بالفعل من أجل هذا فإنك تدفع الضعف. ومن المنطقي بعد ذلك أن يتجه نادي كاتانيا إلى سوق الانتقالات الأرجنتينية، من جانب لأن مسؤولي الأندية الكبار في الدوري الإيطالي لا يسمحون بمشاركة لاعب شاب. وفي المقابلة الصحافية الجميلة التي كانت مع تشيرو فيرارا، المدير الفني للمنتخب الإيطالي تحت 21 عاما، منذ يومين، والتي تحدث فيها عن حالة المدافع لوكا كالديرولا، إحدى ركائز المنتخب الإيطالي تحت 21 عاما (والذي في غضون عام واحد، واجه إنجلترا وألمانيا وفرنسا) الذي لا يتم أخذه في الاعتبار في الإنتر حتى إذا أصيب كل لاعبي قلب الدفاع، بل يفضلون أن يتراجع كامبياسو، لاعب وسط الإنتر والمنتخب الأرجنتيني، إلى خط الدفاع عن مشاركة لوكا. وهناك تفكير بأن هذا الموسم سيمثل عام التحولات التي سنستفيد منها للبقاء شبابا.