يوسف عنبر.. «شماعتهم الجديدة»؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

«لم يبقَ سوى أسابيع معدودة لبدء الدور الحاسم لتصفيات آسيا الأولمبية المؤهلة إلى لندن 2012.. لماذا لم تعلنوا عن مدرب جديد يتولى مهام إدارة الأخضر الأولمبي فنيا؟.. لا لا، لن يكون هناك مدرب.. لقد أظهر يوسف عنبر إمكاناته بشكل رائع في مواجهتي فيتنام في التصفيات التمهيدية، وبالتالي رأينا أن يستمر في عمله ما دام قد نجح في مهمته الأولى»!!

هذه التوطئة كانت بمثابة سؤال وجواب بين كاتب هذه السطور ومدير إدارة المنتخبات الوطنية لكرة القدم محمد المسحل عقب انتهاء مباراة الأخضر السعودي وفيتنام.. كنت وقتها أستغرب تأخر اتحاد الكرة في إعلان مدير فني، وفوجئت حينها من رد المسؤول الأول عن المنتخبات كون المدرب أظهر نجاحا لمجرد أنه تجاوز فيتنام. ومن هي فيتنام في عالم كرة القدم؟!

كان الجميع ينتظر تعيين مدرب أجنبي للمنتخب الأولمبي قبل رمضان الماضي.. كُلّف السعودي يوسف عنبر الذي يشغل منصب مساعد المدرب حينها بتدريب الأخضر الأولمبي مؤقتا حتى يتم التعاقد.. تأخر المسؤولون في التعاقد مع مدرب للمنتخب الأول وأيضا الأولمبي.. ثم تعاقدوا مع الهولندي فرانك ريكارد، ووسط الاستعدادات الطويلة التي يقودها المدرب السعودي خالد القروني لإعداد الأخضر الشاب لكأس العالم للشباب في كولومبيا تعاقد اتحاد الكرة السعودي مع البرازيلي روجيرو موريس كمدير فني للأخضر الشاب!

أتدرون؟!.. لن أكمل القصة لإيماني بأنكم تعرفونها جيدا.. أتعلمون أيضا لماذا توقفت عن سرد القصة الغريبة والعجيبة والمضحكة؟! لأنها في الأساس لا تستحق السرد ولا تعبر عن احترام للمشجع الرياضي، وبالأصح إنها «خطة عشوائية»، بل إنها ليست بخطة وإنما «مضيعة وقت» و«وإهدار للمال» وعكّ إداري أوصلنا إلى حال يخجل منه كل منتمٍ إلى الرياضة السعودية!

أكثر من 7 أشهر متتالية وأنا أتساءل: لماذا تأخرتم عن إعلان مدرب للأولمبي وقبل ذلك الأول؟!.. أتدرون لو سألتموني عام 2000 عن موعد تصفيات آسيا الأولمبية المؤهلة لأولمبياد 2012 دون تحديد هوية «الدولة المستضيفة» لأبلغتكم لأنها موجودة ومرسومة منذ سنوات، وهذا ما يجعلني محبطا من تأخر المسؤولين في الإعلان عن هوية المدرب كل هذه السنوات!

بالنسبة لي لا أرى أي تغيرات إيجابية على المستوى التخطيطي للكرة السعودية.. كل ما يحدث هو ذاته الذي يحدث عام 2002.. ذلك العام المشؤوم الذي أظهرنا على حقيقتنا الإدارية والفنية.. لم يتغير شيء، وركزوا جيدا لتعرفوا أنه لم يتغير شيء!!

مسكين يوسف عنبر.. كان هو الشماعة لتغطية الإخفاق.. إذا كان اتحاد الكرة السعودي علق شماعة الإخفاق الأولمبي «المبدئي» على يوسف عنبر ووجدي الطويل، فهل يكفي لكل الاتحادات التي ستخفق في الوصول إلى أولمبياد لندن 2012 أن تعلق شماعاتها على مدربيها ومديري منتخباتها؟!.. أتمنى أن يفعلوا ذلك، على الأقل من باب العدل بين الاتحادات المختلفة!

نعم، مسكين هذا العنبر.. جعلوه مدربا بعد أن كان مساعدا ثم منحوه كرة وملعبا في وقت ضيق ثم قالوا له: نريد أولمبياد لندن!.. فعلا، إنها خطة حكيمة!

[email protected]