لماذا لا تكون العلة إدارية؟ لماذا يوسف عنبر؟ لماذا لم يعلن عن إقالة المشرف العام على المنتخبات؟ أليس هو المخطط؟ أليس هو المبرمج وعاقد الصفقات؟ بل أليس هو من أعلن الثقة في يوسف عنبر؟ أجيبونا.. أوليس هو المسؤول المباشر؟ لنتجاوز ذلك ونذهب أبعد من المشرف المسحل.. أوليس اتحاد الكرة هو المسؤول بدءا من رئيسه وحتى أعضائه؟ لماذا لم يعلن هذا الاتحاد عن مسؤوليته في ما يحدث لمنتخبنا الأولمبي؟ لماذا لم يظهر أحد.. ويرفع راية الشجاعة ويتحمل المسؤولية؟
لنتجاوز أيضا عن اتحاد الكرة والمسحل في توجههما الآني وعنبر بما أصبح وكان عليه.. هل المشكلة في المسحل وعنبر؟ أي عاقل مدرك لكرة السعودية سيجيبك فورا ودون تردد.. الأكيد.. لا.. فالمشكلة أزلية متجذرة تحتاج إلى أن نحفر عميقا كي نبلغ جذورها.. المشكلة تخطيط واستراتيجيات وعمل مبرمج، ليس وليد العام الجاري ولا الذي قبله، بل منذ أكثر من عقد ورياضتنا وقتية تتعامل بآنية حاضرة لا يعنيها المستقبل ولا تستفيد من الماضي.. هي ذات فكر لم يدركه لا المتقدمون ولا اللاحقون.. تعمل وفق استراتيجيات الحل الفوري.. الحل الجذري.. يذهب من يذهب ولا عليها حتى لو كانوا في عداد القيمة العالية؛ لأن لديها هامش خسائر كبيرا جدا ولا بد من ملئه! هي تسير وفق المهدئات، ويبدو أنها أدمنتها ولا غنى لها عنها، هي استمرأت ذلك، ويكفي أن بندولها الجديد هو المدرب البرازيلي روجيرو موريس، وحسب وصف زميلنا فهد العيسى «ناصر الجوهر الجديد» مع الاحترام والتقدير لأبو خالد الذي يعمل وفق منظور وطني جعله يضحي كثيرا ويتعب كثيرا، لكن استراتيجية البنادول تتطلب ذلك.
كرة تعاني، تئن، لم يكن حلها في المسحل، ولم تكن مشكلتها في عنبر، ولم يكن ناصر الجوهر مقوضها.. كرة افتقدت للاستراتيجيات وبعد النظر.. وآمنت بالنتاج الوقتي والتعبير عن الانفعال تجاه النتائج بكل تجل.. جدير بأن يكون مصيرها هكذا.
لن نطيل في البحث والتقصي لأن أسباب العلة مكشوفة ولا جديد تحت الشمس.. لكن ماذا عن عنبر؟ أجزم بأننا لم نكن منصفين ونحن نرمي بوجهه ورقة الإقالة التي تحتوي على كلمة المدرب القدير؛ لأن القدير لا بد أن يستمر، لكن أنتم ماذا عملتم لعنبر؟ أعطيتموه منتخبا أولمبيا بسيقان منهكة.. أفراده لم يخلدوا إلى الراحة منذ مطلع الموسم الماضي.. وعليه لم يكن ذنبه أن استراتيجيات العمل المستمر قد أفقدته أبرز لاعبيه بإصابات متكررة وإعياء ظاهر، فأين سعود حمود؟ ولماذا بات غالب والعابد أسيرين لغرفة العلاج؟ بل أين الجيزاوي الذي فقد من جراء الإجهاد كثيرا من ألقه؟ وماذا عن البقية؟ لن نطيل.. لكن أردنا أن نقول.. إنه ليس عنبر من فعل ذلك.