هامسيك وبانديف غير كافيين واليوفي لا يُقهر

لويجي جارلاندو

TT

أوقف اليوفي سلسلة انتصاراته (4 على التوالي)، وبإمكان الميلان تجاوزه يوم غد الجمعة لو فاز في جنوا، على الأقل بشكل مؤقت. ومع ذلك فقد بعثت كتيبة كونتي من استاد سان باولو برسالة قوة تفوق الفوز، لأنه لو أخطأت رسم المباراة، ولو تأخرت في النتيجة مرتين وبفارق هدفين أمام نابولي الذي ذبح مانشستر سيتي، وإذا تلقى الدفاع الذي دخل مرماه سبعة أهداف في 11 مباراة، ثلاثة مرة واحدة، وإذا كان ينقصك ماركيزيو وبيرلو فإنك تسقط في المباراة الصعبة، ومع كل هذا فإنك تفلت من الهزيمة وتقترب من الفوز 4-3 في ما يشبه الأفلام، فمعنى هذا أن جعبة يوفنتوس بها موارد كثيرة فنية ومعنوية. إنه روح لا تنتهي.

كان نابولي بارعا في استغلال التجاعيد الخططية للسيدة العجوز وفي ابتكار ماتادور جديد في بانديف (صاحب الثنائية). وظهر لافيتسي متميزا، فهو قائد حقيقي. بعد نفاد الوقود، استسلم نابولي لصحوة المتصدر القوية، لكنه أنهى المباراة على قدميه. إن ليالي بعينها في استاد باولو لا يخطئها فريق ماتزاري أبدا. وإذا كان اليوفي لديه ست نقاط زيادة عن الموسم الماضي في هذا التوقيت، فإن نابولي يتأخر بأربع نقاط مقارنة بالموسم الماضي، ولا يمكن أن يكون دوري الأبطال عذرا لترك السباق نحو الدرع سريعا التي تستحقها المدينة والفريق قادر على الصمود.

من دون كابوس كافاني وتدخله بكراته الرأسية (سجل ثلاثة بالرأس في البطولة الماضية)، تخلى كونتي عن الاعتماد على الأجناب وعن طريقة 4-4-2، وفكر في طريقة جديدة بسحب مدافع وتعويضه في الوسط، ووضع ضغط وخلق تفوق عددي مع إنلر وغارغانو لاعبي وسط نابولي، واللعب بليشتستينر واستيغاريبيا على الأجناب للحد من خطورة زونيغا وماجيو، وبيبي من دون مهام في الأطراف، ولديه حرية الاختراق من القلب مع فيدال، ليعوض بذلك هجمات ماركيزيو الموقوف، وبذلك تصبح طريقة اللعب 3-5-2، والفكرة لها منطق واحد، ولكن أيضا حد واضح، فالكثير من الأشياء تغيرت في ضربة واحدة. فقد وجد بيبي نفسه من ظهير أيمن إلى قلب وسط أيسر، كما أن الدفاع بثلاثة لاعبين لم يكن جديدا. ألم يكن كونتي هو من شرح لنا أن فريق اليوفي هذا، بعد المركز السابع في البطولتين الماضيتين، في حاجة لتأكيدات خططية؟ كما أن سلسلة الانتصارات جاءت أيضا من الآليات التي هضمها الفريق الذي بدأ في تقليد نفسه من مباراة لأخرى، فهي هوية خططية تجلت في سان باولو. إنها بالفعل أول ليلة سيئة بالنسبة لبيرلو (حصل على إنذار وسيغيب عن المباراة المقبلة)، ما يكمل تفسير الشوط الأول السيئ.

بالنسبة لنابولي، كان اختيار بانديف ليكون مكان كافاني وليس لافيتسي، كما كان ركض البوتشو، الذي يلعب بروح أكبر حينما يغيب الأوروغوياني وفيرا في الشقين الدفاعي والهجومي، حيث كان يمر من خط الوسط ويعيق خطة التلجيم لكونتي، ويذهب لشق طريقه في مساحات الدفاع الثلاثي الشاسعة لليوفي. وبمرور الوقت، بات صعبا على نابولي صد خط الوسط الخماسي للسيدة العجوز، مثلما كان كونتي ينتظر من البداية، فقد سجل ماتري فورا (في الدقيقة الثالثة) من كرة عمودية لعبها فيدال، ووسع نابولي الفارق مرة أخرى من خلال بانديف (الدقيقة 24)، لكن بعدها تمكن استيغاريبيا وبيبي من إدراك التعادل، من خلال اختراق الأخير من القلب على طريقة ماركيزيو، مثلما رسم كونتي. هذا هو يوفنتوس أيها السادة، فريق أخطأ في سوق الانتقالات واختيار طريقة اللعب في بداية الموسم، وصحح من نفسه وطار إلى الصدارة، أخطأ شوطا في سان باولو، وبالأخطاء نفسها أشرق مجددا. كان يخسر في نابولي منذ أربع سنوات، فيوفنتوس يغير الآن مصيره بقوة الإرادة، ويثير الخوف أيضا حينما لا يفوز.