فيصل بن تركي.. استقل

موفق النويصر

TT

كلاكيت خامس مرة. قررت إدارة الأمير فيصل بن تركي رئيس مجلس إدارة نادي النصر السعودي، مساء الأربعاء الماضي، إقالة المدير الفني للفريق الأرجنتيني غوستافو كوستاس.

وتأتي إقالة كوستاس من منصبه التدريبي بعد ساعات قليلة من عقده مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن آخر استعدادات الفريق لمواجهة التعاون في الجولة 11 من دوري زين السعودي.

كوستاس، الذي قاد النصر في 9 مباريات من دوري «زين» للمحترفين، فاز في 3 مباريات وتعادل في اثنتين وخسر أربعا، وحقق مع الفريق بطولة بني ياس الودية الدولية، فشل في إقناع الجماهير والنقاد الرياضيين بإمكانية تحقيق نتائج إيجابية للفريق، وبالتالي تخفيف الضغوط المتتابعة عليه.

الأكيد أن ما يحدث في النصر هو نموذج للإدارة المتخبطة، التي لا تملك حلولا لامتصاص غضب جماهيرها، سوى بتقديم «كبش فداء» للمحرقة. وليس أفضل من المدير الفني للفريق لتقديمه ككبش فداء، حيث سيبتعد بخيره وشره، ولن يكون لديه لا المكان أو الزمان لنفي تهمة التقصير عن نفسه، أو تحميل أطراف خارجية أخرى مسؤولية الإخفاق، كما ستتقبل جموع الجماهير الوضع الجديد مع البديل القادم، سواء كان محليا أو أجنبيا، على اعتبار أنه تسلم الفريق في منتصف الموسم تقريبا.

مشكلة إدارة نادي النصر أنها لا تريد أن ترى أنها سبب انحدار نتائج فريقها الكروي، بدءا من اختياراتها الفنية مرورا بالأجهزة الإدارية وانتهاء باللاعبين المحليين والأجانب.

فهذا عامر السلهام، نائب الرئيس، يتحدث عنه بعض أعضاء الشرف والجماهير والإعلام الرياضي، أنه أحد معوقات تعافي الفريق، وطالته العديد من المطالبات بالابتعاد، ومع ذلك نجد أن رئيس النادي يصر على الإبقاء عليه.

كذلك الحال مع سلمان القريني، مدير عام الفريق، لاحقته الأحاديث طوال العام الماضي، ومع ذلك أصر الأمير فيصل بن تركي على بقائه في منصبه هذا الموسم، قبل أن يعلن بالأمس عن استقالته من منصبه في الفريق.

وإذا أردنا الحديث عن الأجهزة الفنية ومدى تخبط الإدارة في تعاقداتها، فيكفي تذكر الأرجنتيني إدغاردو باوزا ومن ثم الإيطالي والتر زينغا، يليه الأوروغواني جورج ديسلفا، ثم الكرواتي دراغان سكوتشيتش، قبل أن ينضم الأرجنتيني غوستافو كوستاس إلى قائمة الراحلين عن الفريق خلال موسمين كرويين.

مشكلة الأمير فيصل بن تركي أنه حضر لفريق كبير وجماهير متعطشة لمنصات التتويج بآمال وأحلام عريضة، رافعا سقف توقعاتها بإمكانية العودة إلى تحقيق البطولات من أول بطولة، خاصة بعد أن أعلن عن رصد ميزانية كبيرة، لجلب خيرة المدربين العالميين واللاعبين المحليين والأجانب.

ولكن ما حدث أنه استعان بـ«عواجيز» الأندية الأخرى، وبمحترفين أجانب دون المستوى، وبمدارس تدريبية لا تلائم لاعبيه، فكانت النتيجة أن أصبح فريقه «حملا» وديعا أمام خصومه. ناهيك عن تعثر إدارته في الإيفاء بالتزاماتها المالية، من عقود لاعبيها المحترفين، أو رواتبهم الشهرية، هذا بخلاف الفوضى التي تحكم العلاقة مع أعضاء الشرف.

في تقديري أن إدارة الأمير فيصل بن تركي استنزفت كل حلولها السحرية، ولم يتبق لها سوى الرحيل، خاصة أن هذا الأمر أصبح مطلبا جماهيريا وشرفيا، ليقينهم بأن العودة «المأمولة» لن تأتي على يديها. فهل يستقيل الأمير فيصل بن تركي ويترك المجال لغيره ليعود بـ«العالمي» إلى سابق أمجاده، أم يكابر ويصر على أن الخلل فني بعيدا عن الشؤون الإدارية؟

[email protected]