رانييري.. التطور صفر

لويجي جارلاندو

TT

جاءت صرخة أودينيزي لتدوي في المنافسة الثنائية الرفيعة (ميلان أم يوفنتوس؟)، فهناك القطب الثالث الآن. لقد حطمت كتيبة المدرب غويدولين استاد سان سيرو، وجاوروا الميلان في صدارة ترتيب الدوري، والفضل يرجع لمشروع فني تمت صياغته بذكاء، ولهوية قوية في اللعب، وللاعبين شباب متحمسين، ولصفقات ناجحة في سوق الانتقالات الأخيرة، وهو كل ما ينقص فريق الإنتر. سقط فريق رانييري مجددا، فمن 12 مباراة خسر النصف، واليوم قد يجد نفسه على بعد 15 نقطة من يوفنتوس المتصدر.

لقد حاول هذا الشخص البارع في داخل رانييري إعطاء النظام والأمل، لكننا في الواقع لم نتحرك قيد أنملة عن التحليل القاسي لغاسبريني مدرب الإنتر السابق، إن هذا الفريق، الذي تم بناؤه بشكل سيئ، سواء دافع أو هاجم، فإن التغطية قصيرة جدا، ولا يمكنه الاعتماد على صانع ألعاب ورأسي حربة. وجاء التأكيد أول من أمس، فلم يتمكن من حماية نفسه بطريقة 2/4/4 مع ظهيرين على الأجناب، من دون الاقتراب أبدا إلى المرمى، حينما حاول رانييري الضغط (زاراتي)، وجاء فيضان أودينيزي. من خلال الدفاع بثلاثة لاعبين، لم يجعل لاعبو أودينيزي باتزيني وميليتو يشاهدان الكرة. لا بد من التحلي بشجاعة قول ذلك، فبالنظر لما رأيناه إلى الآن يساوي الإنتر بقية الفرق التي لها 14 نقطة، ولهذا لا بد أن نقلق، وهو إخفاق ناتج عن التخطيط الكارثي في الصيف الماضي، والذي لا حل له إن لم يكن في سوق الانتقالات، لأن اللاعبين القدامى الذين يسيرون بمعاناة لن يعودوا شبابا، واللاعبون الشباب (ألفاريز لا يزال بعيدا) لا يعِدون بثورات.

إلى ذلك، أضاء فريق نابولي (فاز على ليتشي بنتيجة 2/4) مصباح كافاني الذي عثر عليه مجددا (سجل ثنائية) في انتظار المواجهة الحاسمة مع فياريال الإسباني، فهو يستحق المجد العظيم الذي يسعى نحوه. كما أن تقدم الميلان في الصدارة سبب ضغطا ليوفنتوس، وحينما يلفت أنطونيو كونتي مدرب السيدة العجوز النظر إلى أن الميلان يحقق الفوز «بسهولة»، من دون خداع، فهو متأثر فعلا ويحسد فريق أليغري على شيء ما يفتقده فريقه يوفنتوس، وهو اللاعبون أصحاب الحلول الفردية المدمرون. أتذكرون إنديانا جونز حينما يجد أمامه نوعية من يلف السيف بيده؟ ينظر إليه، ويشعر بالضيق، ثم يخرج المسدس ويقتله. الميلان هكذا، ولتنظر إلى استاد ماراسي ومباراته الأخيرة أمام جنوا، حيث ترك خصمه خلف الحواجز ثم أخرج إبراهيموفيتش وانتهى الأمر. على العكس، ينبغي على يوفنتوس الإمساك جيدا بمجموعة لاعبيه في المواجهات القوية، أيضا أمام الفرق الصغيرة والمتواضعة، فقد تعادل مع بولونيا، وكاتانيا، وجنوا، وفاز بعناء على سيينا، بينما فاز الميلان خمس مباريات بفارق أكثر من هدف، بينما نجح يوفنتوس في تحقيق ذلك مرتين فقط.

إن المعاناة كثيرا تدرب النفس، أجل، مرة من المرات، لكن الفوز «بسهولة» من حين لآخر يعود بالنفع على حالة الفريق. الطريق طويل، فلا بد من إنهاء المباراة مبكرا وإدارتها من خلال ادخار الطاقات العصبية، وهذا ما يطلبه كونتي من فريقه، أيضا في غياب بيرلو، والذي لعب بشكل سيئ جدا في نابولي، لكن عدم كونه في الملعب يجعل الأمر أشبه بالكوكب المجهول والذي يكتشفه فريق يوفنتوس الجديد اليوم فقط، مع الخطوة الحذرة لرائد الفضاء.