ما بين السعودي والإنجليزي

مصطفى الآغا

TT

في قمة الدوري السعودي على الصدارة بين الشباب والاتفاق، حضر 1093 متفرجا، وقيل إنهم 1100، ومهما كانت الأسباب فالرقم ضئيل جدا ومخيف نظرا لأن الفريقين من الوزن الثقيل جدا، وحتى لو لم تكن لهما تلك الجماهيرية الكبيرة في العاصمة الرياض فإن حضور 1000 متفرج لقمة كروية في العاصمة يطرح أكثر من سؤال عن سبب عزوف الجماهير حتى عن تذوق كرة القدم إذا لم يحبوا تشجيع أحد أطرافها!

مباراة أخرى كان رقمها كارثيا هو 28 متفرجا، ولهذا فليس مستغربا أن تسن الأقلام للحديث عن موضوع المقعد الآسيوي الذي «طار نصفه»، ليس بسبب الحضور الجماهيري وحده بل لأسباب أخرى من حق الجمهور أن يعرفها على لسان أصحاب الشأن وليس بتسريبات إعلامية.

موضوع الجمهور هو أحد الأسباب التي دعتني لتصنيف الدوري الإنجليزي كأقوى دوري في العالم إلى جانب الألماني (أي قبل الإسباني والإيطالي)، وأنا شخصيا قضيت ردحا من الزمن في بريطانيا، وتابعت هذا الدوري عن كثب، وأهم ما شاهدته أنه لا توجد أي مباراة نتيجتها مضمونة حتى لو كانت بين سوانزي ومانشستر يونايتد، أو ويغان مع تشيلسي، رغم هيمنة بضعة أندية على اللقب مثل «مان يونايتد» وتشيلسي مؤخرا، إذ لم يذهب اللقب لغيرهما في آخر سبعة مواسم، خمسة منها للشياطين الحمر، لكن آرسنال وليفربول و«مان سيتي» حاليا ونيوكاسل وتوتنهام منافسون حقيقيون وجديون على اللقب.

قوة الدوري الإنكليزي في حضوره الجماهيري، وأتحدى أن نرى مباراة مدرجاتها فارغة أو نصف فارغة كما يحدث في إيطاليا وإسبانيا، إذا لم يكن طرفا فيها أحد العملاقين برشلونة وريال مدريد!

الجمهور هو ملح وبهارات وقوة ومصدر دخل كرة القدم في العالم المحترف، ولهذا يحاولون اختراع ألف طريقة وطريقة لجذبه للملاعب والاستمتاع بوقته أثناء متابعته للمباراة، حيث سيقضي ما بين 4 و5 ساعات بين متنقل للملعب وجالس فيه ثم عائد لبيته، فماذا فعلنا نحن لجذب الجمهور لملاعبنا غير متابعة من يلعبون؟

هل ملاعبنا مجهزة لمنحه كل ما يحتاجه خلال هذه الساعات التي سيقضيها فيه، من مطاعم أو مرافق ترفيهية أو متاحف كروية أو مجمعات تجارية أو حتى محلات لبيع قمصان الأندية وشعاراتها؟

هذا هو السؤال.