اختراعات أليغري صنعت الفارق في الميلان

فرانكو أرتوري

TT

ولكن بأية طريقة يلعب، حقا، أليغري؟ الإجابة عن هذا السؤال مثيرة للاهتمام وليست واضحة على الإطلاق. فنحن لسنا بصدد ذكر محاور تناظري كبير، وربما لهذا السبب يميل أليغري إلى التقليل من شأن التجديد المؤكد الذي يحمل بصمته في فريق الميلان، وهو خط الهجوم غير المهيكل، ونحن من أطلق هذا المسمى. هل تتذكرون الجاكت القصير الثوري الذي دخل به مصمم الأزياء الإيطالي جيورجيو أرماني كنجم إلى عالم الموضة في نهاية السبعينات؟ كان أرماني يصف هذا الجاكت بأنه: «مريح وغير رسمي وأقل صرامة». وفي الواقع، كان مصمم الأزياء الإيطالي قد ألغى أو عدل بشكل جذري الحشو والأربطة والأزرار.

وهكذا هو حال الميلان عندما تكون الكرة بين أقدام لاعبيه. وقد لخص ماسيمليانو أليغري هذا الأمر في مزحة، قائلا: «أنا لا أود منح نقاط مرجعية للفرق المنافسة». فصانع الألعاب، في الواقع، لم يعد يحضر الكرات، بل تحول إلى مسرع للإيقاع. والمهاجم في فريق الميلان يتنكر غالبا في زي لاعب وسط قادر على الإصلاح. ولاعب الوسط المهاجم لم يعد عفريت الإبداع، بل بات رجل العضلات في كل مكان. ونرى رأس الحربة الثاني يظهر ويختفي في كل قطاعات الملعب، ولاعبو الأجنحة في وسط الملعب يسددون أكثر من المهاجمين ويصنعون اللعب وقلب الدفاع نجده أيضا قلب وسط، إلخ إلخ. إنها كرة القدم غير المهيكلة في إطار ثابت. والنتيجة: 24 هدفا في آخر ثماني مباريات.

يقال إن هذا أمر سهل ما دام لديك لاعب مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي يعرف ويرغب في القيام بكل شيء. حقيقي، ولكن المهاجم السويدي لاعب أيضا من قبل في الإنتر واليوفي وبرشلونة الذين لم يفترضوا طريقة اللعب الإمتاعي التي يقدمه الميلان حاليا. والبرهان الآخر لإثبات وجود خطة أليغري تجدونه في تورينو؛ يدعى أندريا بيرلو الذي كان ولا يزال، ببساطة، أفضل لاعب في مركزه، ومدرب الميلان يعرف ذلك أكثر من أي شخص آخر. ولكن هنا تظهر الخطة، فقد تم تجاوز طريقة الإعداد التقليدية، فاللعب في المباريات كان ينبغي أن يولد في مكان آخر.

إن كرة القدم مثل الكيمياء، يكفي نقل عنصر فحسب لترى مركبا جديدا يولد أمامك. فالمكونات في الميلان دائما موجودة من قبل. وهكذا يتم أخذها واحدة تلو الأخرى. وقد كنا نرى، بالفعل، اختراعات أليغري قليلة في كل مكان. ولكن القدرة على الربط بين كل ذلك هي التي صنعت الفارق. وللقدر، كالعادة، الجزء الخاص به: فدون الإصابات الخطيرة التي تعرض لها غاتوزو وأيساندرو باتو وأمبروزيني وكاسانو لربما تغيرت الرواية، ولكن حتى الآن هي هكذا وتستحق الدراسة.