ماذا يحدث في الهلال..؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

هي صفقة لا غبار عليها «قانونيا»، لكنها بعيدة عن الاحترافية الهلالية المعهودة.. بالإمكان وصفها بأنها امتداد لصفقات غير مدروسة، كتلك التي حدثت مع وليد الجيزاني ويحيى الكعبي وسلمان الخالدي.. لا لا.. ليس هذا هو «النفس الهلالي المعروف» في حسم الصفقات على الإطلاق!

4 أيام تزيد يوما أو يومين.. تلك هي قصة كل المفاوضات الزرقاء مع الحارثي لندرك فقط أن وراء الأكمة ما وراءها، ولذا كان من الطبيعي جدا أن تكون ضجتها مثيرة وحاضرة في كل الإعلام، وبالتالي كان هناك مؤيدون وكان هناك معارضون!!

المعارضون بحسب ما أعلمه كان موقفهم: «ليس هذا أبدا أسلوب الهلال».. صحيح تحصل معهم كما حدث مع خميس العويران وأحمد الدوخي وفهد الغشيان، وكادت تحصل مع حسن العتيبي.. لكنه ليس «خطهم» الاحترافي الذي يسيرون عليه!

لست ضد إبرام الصفقة وبالإمكان أن يتعاقد الهلاليون مع أي لاعب كصالح بشير الغائب الحاضر على اعتبار أن سعد الحارثي لا وجود له على المستطيل الأخضر منذ سنوات.. نعم منذ سنوات لم يلعب أساسيا فلماذا تعاقدوا معه؟!

من حق العقلانيين أن يطرحوا أسئلة كهذه؟!.. ومن حق المنطقيين أن يربطوا بين ترحيل ياسر قسرا إلى العين واستقدام سعد للهلال.

أنهيت الصفقة بشكل سريع ربما حتى لا يفكر «المفكرون» أو حتى يتعمق «العقلانيون» في القصة!

كان ياسر القحطاني يلعب.. حاضرا في الملعب.. موجودا.. لم يكن يغيب.. ولم يكن يسبب صداعا للفريق الأزرق مثلما كان سعد مع النصر، لكن للحسابات المختلفة حضورها في الأوقات «الغريبة» وهو ما حدث بالفعل!

غريب أمر الهلال هذا العام... ماذا يحدث فيه؟!.. رتبت أموره بشكل منظم في صيف باريس «العليل».. لكن ما نقرأه بين السطور يقول إن الصفقات التي تمت في ذلك الصيف «ربما» تلغى.. فرحيل العربي وإيمانا والكوري سوف يبدو أمرا مطروحا على طاولة النقاش الزرقاء، والحال ذاتها تنطبق على المدير الفني الألماني دول بحجة الأداء رغم أن الفريق يسير بخطى ثابتة نحو الصدارة!

لماذا يرحل هوساوي.. حتى الهلاليون لم يفهموا أسباب إصراره على الرحيل.. اللاعب ليس صغيرا، وبالتالي ما فائدة أن تحترف وعمرك قد تجاوز الـ27 عاما.. «قد» أتقبل هذه الرغبة حينما تكون سني عمرك 23 عاما أو في الأربعة والعشرين، وهي في العرف الأوروبي تبدو متأخرة!.. وأتقبلها بلا «قد» حينما تكون سني عمرك في الـ18 أو الـ19 وحتى الـ21.. إنها كرة القدم حساباتها دقيقة جدا وبالتالي فما يحدث غريب، لكن المنطق يقول إن لكل شيء سببا فما السبب في هذا الإصرار؟!

«ربما» ينجح سعد الحارثي مع الهلال.. و«ربما» يفشل.. إنها بالفعل أغرب صفقة في تاريخ الاحتراف السعودي.. لا تعرف من هو الرابح منها.. هل هو الهلال أم النصر أم سعد الحارثي؟.. لكن بالتأكيد هناك رابح وقد يكون غير من ذكرت!

ترك سعد الحارثي كل الجماهير في فريقه «القديم» وذهب إلى فريقه «الجديد» بحثا عن كل الجماهير، وهو يعلم أن هذه الجماهير قلبها متعلق بالشلهوب وياسر القحطاني وسامي الجابر.. هي حسابات كثيرة ومعقدة ودقيقة.. فمن هو الرابح؟!

[email protected]