الجماعية ضد الفردية

أريغو ساكي

TT

يعد يوفنتوس وميلان هما الفريقان الأكثر ترشيحا لتحقيق الفوز النهائي في بطولة الدوري الإيطالي هذا الموسم (إذا لم يحقق فريق أودينيزي مفاجآت). ويمثل فريق السيدة العجوز مفاجأة، بينما الميلان يمثل تأكيدا لما كان عليه الموسم الماضي، مع اختلافات واضحة في طريقة اللعب والمميزات بينهما. ويطبق يوفنتوس كرة جماعية على أساس الضغط، والكثافة والخبرات، وفي شهور قليلة منح المدرب كونتي الفريق الروح وأداء حديثا. فريق اليوفي يلعب بشكل جيد ومقنع، كما أن اللاعبين يتطورون في الوقت الحالي، وتساعدهم في ذلك دوافعهم وطريقة لعب ممتعة من شأنها إعداد الفريق. وتعتبر النتائج هي ثمرة مناخ إيجابي، كما أن التقدير للذات وشخصية الفريق بأكمله تحسن أداء الأفراد، ولاعبو اليوفي في حاجة لذلك من أجل المجابهة مع لاعبي الميلان الأقوى والأكثر خبرة وأصحاب الرواتب العالية. في الواقع لا يمتلك فريق السيدة العجوز لاعبين حاسمين مثل إبراهيموفيتش، باتو، روبينهو وبواتينغ، ويتعين عليه استعادة الفارق في الخبرة والنتائج في غضون شهور قليلة. ومن محاسن الصدف أن بيرلو، وهو اللاعب صاحب الموهبة الأكبر في فريق كونتي، حصل عليه يوفنتوس الصيف الماضي من خصمه الميلان تحديدا، وهذا يعكس كثيرا ما لدى نادي الميلان من لاعبين ذوي قيمة. ويحاول اليوفي تطبيق كرة القدم الشاملة بحذافيرها، حيث فريق متراجع ويترك مساحات ضيقة في الشق الدفاعي، حيث المرونة، واللعب على مصيدة التسلل، والضغط، والرقابة اللصيقة، بينما في الشق الهجومي لا يعتمد فقط على الهجمات العكسية، وإنما على الاستحواذ على الكرة، واللعب الذي يعتمد على المناورة وتعاون كافة اللاعبين، بدءا من بوفون. يريد كونتي أحد عشر لاعبا في موقف فعال بالكرة ومن دونها، وإلى وقتنا هذا، ربما هو الفريق الإيطالي الأقرب إلى الكرة الأوروبية من حيث المفاهيم والأداء. كل هذا أثمر نتائج وتطورا مذهلا للاعبين ماركيزيو، فيدال، بارزالي، ليشتستينر، بيبي، ماتري وفوسينتيش.

ربما لا يساوي لاعبو الميلان نظراءهم في اليوفي على المستوى البدني كما هو في التماسك وفي الربط بين خطوط الفريق، لكن بالطبع يتجاوزونهم على المستوى الفني والخبرة. ويذكر أن أليغري قد طور اللعب أكثر وقد منحت صفقتا ضم نوتشيرينو وأكويلاني انتعاشا وحركة لفريق أعيدت له الحيوية بالفعل من خلال ثقل بواتينغ وتطور أداء أباتي. إلى ذلك، يظفر الميلان بخدمات إبراهيموفيتش الذي لا نظير له في إيطاليا، ووجوده يزيد من قناعة زملائه ويبث الخوف في قلوب الخصم. بإمكان الميلان الفوز، وحتى إن لم يكن في قمة أدائه أحيانا. في إيطاليا، عادة ما يكون الفوز عبر المهارات الفردية أكثر من اللعب، وسيتعين على كونتي ولاعبيه تكذيب هذا المفهوم.