انتقال الحارثي.. «الخيانة المشروعة»!

هيا الغامدي

TT

في أضخم الدوريات العالمية يحدث انتقال اللاعبين المحترفين من وإلى الأندية المحترفة، ولا نجد في تلك الصفقات ما تلقاه لدينا من تحوير وتدوير وتحقير، فالكل يبحث عن مصلحته بطريقة مهنية مشروعة لا تحط من شأن أحد، ولعل أكثر الصفقات الشتوية دويّا، بل «صقيعا»، صفقة انتقال اللاعب الدولي السابق سعد الحارثي للهلال!

ربما لا أحد ينكر مدى حساسية وأهمية وقيمة وتميز حضور «الذابح» مع النصر، حتى إنه أصبح «نجم شباك» قبل أن يعلن اللاعب نية «الطلاق البائن» ضد ناديه الذي عرف من خلاله واشتهر بفضله، والغريب أن النصراويين يؤكدون علنا أنهم كانوا حريصين على بقاء اللاعب بناديهم في الوقت الذي يعلم الجميع، وأولهم الحارثي، مقدار التشبع العاطفي الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن «النفس طابت» من الاثنين، حتى إنهم سعوا «لتطفيش» العناصر التي قررت الإدارة إبعادهم والمستهلكين الذين رأت فيهم انتهاء الصلاحية كخطوة تصحيحية جريئة ومخرج لقائمة تطول من سلبياتها الأخيرة!!

بالنسبة للاعب، وهو الأعلم بظروفه والأعرف بإمكانياته، أعتقد أن خطوة انتقاله إلى نادٍ منافس وكبير وصاحب حس عالٍ بالبطولات في ظل شح الفرص التي قد يحصل عليها، شجاعة تحسب له وكذلك..«عليه»؛ كون العقد «مشروطا» ولمدة «محدودة» مسبقا، كتجربة وانتظار نتيجة «فحص» ربما.. وربما...! وإن كان ذلك حقا من حقوق الإدارة الزرقاء التي وضعت الصفقة قيد الفحص والتجربة وضمن أطر العقلانية والنفع والانتفاع والإفادة والإيجابية!!

ورغم كل تلك المبررات المنطقية «الطبيعية» فإنني أرى في ذلك تصغيرا من اللاعب الذي هو «سوبر ستار» بناديه السابق و«قيد التجربة» بالجديد، الأمر الذي يعني الانتقاص من عشر سنوات من العطاء مع ناديه كنجم مؤثر وتقليل الثقة بإمكانياته التي ربما عبثت بها أوقات الفراغ والبعد عن ملامسة الكرة والبقاء على مقاعد الاحتياط. أسألكم بالله، لو لم ينجح اللاعب مع فريقه الجديد وهو الذي قطع كل حبال الود مع ناديه القديم، إلى أين سيذهب؟! وهل سيقنعه اللعب - مع احترامي - حينها لسدوس أو نجران أو الوحدة مثلا؟!

هلاليا.. لا أخشى على الزعماء عقد صفقات «على الطياري» كالأخيرة مع حارثي النصر، لأسباب عدة، منها شكل العقد ومضمونه وقيمته التي لا تحسب أمام صفقات الفشل الماضية، والتي تمثل سقطات، ففي فمي ماء سواء مع المحياني أو الخالدي أو الجيزاني، والآن مع الحارثي، فما الذي تتوقعه الإدارة من اللاعب الذي مر طوال الفترة الماضية مع فريقه القديم بمنعطفات سلبية شتى؟! حتى «كعمر زمني» عمر اللاعب أكبر من المفترض استثماره وتأهيله! والتساؤل الأعمق: ألم يكن بمقدور الإدارة جلب لاعب أكبر وأشهر وأصغر سنا؟!

وما بين السطور حقائق شتى أجدها بالندم «غير المنطوق» بعد التفريط - ولو بالإعارة - بخدمات لاعب كبير ونجم شهير مر بظروف شبيهه بالحارثي وربما أسوأ...وهو ياسر القحطاني، فالاثنان عاشا ظروفا نفسية وفنية وصحية... متشابهة، فإذا كان الهلاليون قد عجزوا عن انتشال لاعبهم المدلل ونجمهم المفضل (القناص).. فكيف سيستطيعون إنجاح مهمتهم مع نجمهم وضيفهم الجديد «مذبوح» الحيلة؟! وما الذي أرادوا أن يثبتوه من وراء صفقة كهذه؟! خصوصا وأن «الذابح» على ما أظن هو «الرابح» بتلك الصفقة «ولو» من زاوية إعادة تركيز الأضواء عليه، تلك التي هجرته ورحلت منذ فترة ليست بالقريبة. مع الأمنيات بالتوفيق للاثنين بصفقة «جبر الخواطر».. أما البقية فستأتي!

[email protected]