مؤامرة!

عادل عصام الدين

TT

يتحدث أوريليو دي لاورينتيس رئيس نادي نابولي الإيطالي عن الأمر بكل صراحة ووضوح ودون أدنى مواربة؛ حيث يقول: «لست أدري إن كنت أشعر بالقلق قبل مباراة فريق نابولي على ملعب فيا ريال الإسباني أم لا، لكن هناك بالتأكيد شائعات تزعجني».

وكان من شأن هذه العبارة أن تترك المجال مفتوحا أمام العديد من التأويلات لو لم يقم أوريليو دي لاورينتيس نفسه بتفسير ما يقصده، مضيفا: «لقد وردت لنا شائعات تقول إن الشيخ (في إشارة إلى الشيخ منصور بن زايد مالك نادي مانشستر سيتي) يتحرك في الوقت الحالي من أجل إقناع نادي فيا ريال ربما من خلال تمويله أو بأي طريقة أخرى، بأداء مباراة القرن أمام فريق نابولي»، السطور السابقة نشرتها «الشرق الأوسط».

طبعا، لم يلعب فيا ريال مباراة القرن ولا هم يحزنون. فاز مانشستر سيتي في مباراته، كما فاز نابولي.

قرأت تصريح رئيس نادي نابولي ورددت: «حتى أنت يا إيطاليا؟!».

تصريح ساذج غريب؛ ذلك أن المواجهة بين فيا ريال ونابولي «مباشرة» لا تحتمل التواطؤ أو المؤامرة لأن «المفتاح» بيد الفريق الإيطالي ذاته، لأن فوزه كفيل بالرد، هذا إن كان هناك بالفعل تحرك من قبل منصور بن زايد، مع إنني لا أرى أية مشكلة في ذلك ما دامت المسألة لا تواطؤ فيها.

من حق منسوبي مانشستر سيتي تشجيع فيا ريال ما دامت مصلحتهم تتمثل في خسارة نابولي، ولو كانت خسارة فيا ريال «تعمدا» من أجل ومصلحة طرف آخر لقلنا إن ثمة مؤامرة، لكن فيا ريال كان يواجه نابولي، فأين المؤامرة هنا؟!

سذاجة وفكر غريب، وأين، في إيطاليا؟!

أقول باختصار إن هذه الحالة تحديدا لا تقبل الفكر المؤامراتي، حيث لم يكن مطلوبا من فيا ريال أن يخسر، بل كان المطلوب منه أن يفوز، ولو وجه الاتهام من منسوبي مانشستر سيتي بأن فيا ريال لن يلعب للفوز، لكان الأمر مقبولا، لكن أن يصدر الاتهام العجيب من رئيس نابولي فذلك يعتبر الدهشة والاستغراب بلا شك.

وبمناسبة ذكر اسم الشيخ منصور بن زايد، أشير إلى أنني وجدت نفسي محبا ومتمنيا النتائج الطيبة لمانشستر سيتي رغم أنني من محبي النادي العملاق مانشستر يونايتد.

إنها كرة القدم التي تتدخل فيها العاطفة بطريقة أو بأخرى.

يجد المرء نفسه هكذا لا شعوريا وهو يشجع النادي الذي يرتبط باسم إسلامي، أو عربي، وعندما كان زيدان نجما في صفوف ريال مدريد وجدت نفسي مشجعا لريال مدريد، ليس من أجل النادي الإسباني؛ بل من أجل أن يفوز زيدان، وهكذا أجد نفسي كلما لعب الفريق الإنجليزي مانشستر سيتي.

يفرح المرء كثيرا حين يجد نجما عربيا، أو مسلما في صفوف فريق أوروبي. أبحث عن ردود الفعل الطيبة وأفرح كلما حقق هذا النجم حضورا لافتا. ومن ينسى كيف تعاطف العالم العربي مع زيدان فرنسا، وزيدان اليوفي وريال مدريد؟!

ترى ماذا كنا سنفعل لو وجدنا اسما سعوديا وهو يحضر بقوة في الملاعب الأوروبية ويحقق نجاحات تلفت انتباه العالم؟!

[email protected]