مع وضد

مصطفى الآغا

TT

كتبت مقالة عن رأيي في موضوع محاولات وضع سقوف لعقود اللاعبين وربما تحديد أجورهم من أجل لجم الأسعار الخيالية التي وصلت ويقال إنها ستصل لاحقا بحيث يمكن أن ترتفع المبالغ إلى 40 مليون ريال وربما 50 كما يقترح بعض اللاعبين ووكلائهم الذين هم في الغالب من أقربائهم، وهو موضوع ليس سعوديا فقط بل عربي بامتياز، والكل يتحدث عن الموضوع، ولكن في السعودية اجتمع من أجله رؤساء أندية الهلال والشباب والاتحاد والأهلي، وغاب عنه أي ممثل أو مندوب عن النصر..

المهم أن الناس كما لاحظت منقسمون بين مؤيد للفكرة، ومع تحجيم طموح وجموح اللاعبين لأنه كما يقولون عندما يتسلم لاعب لم يتجاوز 20 سنة 5 ملايين ريال فإنه سيتوقف طموحه، ولن يعطي، ولن يحاول تطوير نفسه لأنه قبض مقدما.. وآخرون يدافعون عن اللاعبين، ويؤكدون أن من حقهم أن يبحثوا عن المبلغ الأعلى لأن الفترة التي يستطيعون المفاوضة خلالها على موهبتهم لن تتجاوز خمس إلى سبع سنوات، وهو ما ينطبق على كل لاعبي الكرة الأرضية.. وهناك أناس مثلي يتحدثون عن سوق مفتوحة، ويرفضون تحديد أي سقف للموهبة، وهذا لا يعني أنني أتقصد ناديا بعينه أو لاعبا بالتحديد، ولست ولن أكون طرفا في أي معادلة (محسوبة لطرف على آخر)، لأننا وللأسف الشديد بتنا في هذه الأيام نعيش في عصر الإعلامي المشجع الذي انتقل بقدرة قادر من المدرجات إلى غرف الأخبار والتحرير وكتابة المقالات، وبات الأكثر تعصبا مطلوبا بشدة خاصة من بعض البرامج التي وجدت في الإثارة ضالتها المنشودة لتحقق نسب مشاهدة عالية حتى لو على حساب الحقيقة التي يتم طمسها عن سابق إصرار وتصميم من أجل عيون أنديتهم التي يرون الدنيا من خلالها، وكم سمعت وقرأت وشاهدت من يدافعون عن الخطأ (الواضح الفاضح) لأنه صدر عن لاعب أو من ناد يخصهم، وفي الوقت نفسه هاجموا الآخرين الذين قاموا بالخطأ نفسه، ولكن عين الرضا عن كل شيء كليلة..

أنا ضد تحديد سقوف للموهبة، ومع العقلنة في تقديم العروض، ومع حماية مستقبل اللاعبين والإعلاميين والحكام وكل من يشتغل في الرياضة، وليس اللاعبين فقط.. وأتمنى أن تكون للاعبين رابطة حقيقية تدافع عن حقوقهم وعن استغلال بعض الأندية لهم، وعن استغلال سماسرتهم لهم، وتثقيفهم بما لهم وما عليهم، ومعاقبتهم يوم يخطئون، ومساعدتهم يوم يحتاجون.