مؤشرات النضوج في فريق الإنتر

لويجي جارلاندو

TT

لم يسجل باتزيني في استاد سان سيرو منذ 22 مايو (أيار) الماضي، وهو تاريخ جيد بالنسبة للاعبي ومشجعي الإنتر لأنه يعود بهم إلى يوم 22 مايو 2010 ليلة الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا. لقد فاز الإنتر على نظيره فيورنتينا (0/2)؛ هدف في كل شوط كما حدث من قبل في استاد سانتياغو بيرنابيو. لكن فلنتوقف هنا، لأن رانييري مدرب فريق الإنتر كان قد ذكر أن «فريق الإنتر صاحب الثلاثية لم يعد موجودا». وقد تنبأ بذلك، فلا يوجد أي شيء بطولي في فوز أول من أمس أمام فريق فيورنتينا صاحب الأداء المتواضع والذي تراجع أداؤه بشكل مبالغ فيه في شخصيته داخل الملعب وعدم الاستحواذ على الكرة بسبب غياب مونتوليفو لاعب وسط فيورنتينا والمنتخب الإيطالي ويوفيتيتش مهاجم فيورنتينا. غير أن الفوز بعد إخفاقين في ملعبه (أمام أودينيزي في الدوري الإيطالي وأمام سسكا موسكو في دوري الأبطال) يعد مهما للغاية، وإذا كرر هذا الانتصار يوم الثلاثاء في مدينة جنوا، فإنه سيتمكن من تغيير ترتيبه في تصنيف دوري الدرجة الأولى الإيطالي إلى شيء أكثر تناسبا مع تاريخ النادي. وبغض النظر عن النقاط، فقد تحدث كلاوديو رانييري أخيرا عن مؤشرات النضوج في الإنتر، حيث إن الفريق قد ركض كثيرا أكثر من المعتاد، ورفع إيقاع أدائه في التركيز وفي التحركات كما لو كان جوسيبي بريسكو نائب رئيس الإنتر السابق قد بعث، في الذكرى العاشرة لرحيله، إلى الفريق بالقليل من روحه، أو كما لو كان الحكم باولو تاليافينتو الذي أدار مباراة أول من أمس قد استحضر روح مورينهو.

ويذكر رانييري أن الفريق صاحب الثلاثية لم يعد موجودا. هذا صحيح، حيث إن ميليتو لا يزال يخفق في التهديف كما أن شنايدر خارج تشكيل الفريق من أجل علاج عضلة الساق اليمنى التي أصيب فيها. والشيء الجيد والمميز ينشأ من قطب جديد وهو كوتينهو - باتزيني. كما أن الشاب الماهر ماركو فاراوني مدافع الإنتر والمنتخب الإيطالي تحت 21 عاما كان يقوم بدور المساعد للاعب الكبير مايكون الظهير الأيمن للإنتر والمنتخب البرازيلي. وعن طريق كوتينهو - فاراوني، فإن الإنتر يبحث بكل قوة وتعب عن مستقبل أفضل بالدفع بالشباب في تشكيل الفريق. وينبغي الإشارة إلى أن الصديق مورينهو مدرب ريال مدريد الذي لعب الكلاسيكو يمتلك مجموعة كبيرة من المواهب التي شاركت بالفعل أول من أمس أمام برشلونة، ونجح ريال مدريد في تسجيل هدف في الدقيقة الأولى من المباراة لأن لديه تعطشا كبيرا لتحقيق الانتصارات، لكن لم يستطع الإنتر تجديد هذا الشعور. وبعد ذلك تلقت شباك مورينهو هدفا من سانشيز مهاجم برشلونة الذي تابعه الإنتر طويلا ومن دون فائدة في سوق انتقالات ممتلئ بالأخطاء والتنازلات. لكن مع ما يمتلكه الفريق ومع اللاعبين الذين سحملهم سوق الانتقالات إلى النادي، سيستطيع الإنتر أن يقدم موسما يليق به. وربما ليس أكثر من ذلك. لقد منحت صحوة أول من أمس الأمل للجميع. وعلى العكس توقف قطار الصديق مورينهو عند هذا الحد، وخسر في استاد سانتياغو بيرنابيو الذي يعد مذبح ثلاثية الإنتر، وفي ذلك العام كان قد فاز مورينهو أمام فريق برشلونة.

وقد فاز فريق لاتسيو أمام نظيره ليتشي في ملعب الأخير 2/3. وعانى لاتسيو أمام الفريق الجيد ليتشي الذي أحياه كوزمي المدير الفني الجديد مرة أخرى، والذي كان يستحق نقطة التعادل. غير أن فريق لاتسيو فعل مثلما يفعل الميلان في مثل هذه الحالات؛ حيث أضاء السلاح الإضافي مصباح العبقرية. ولم تكن صدفة أنه بثنائية الأمس قد وصل كلوزه مهاجم لاتسيو إلى معدل إبراهيموفيتش من الأهداف (ثمانية أهداف).