إعلام الـ«تويتر»

أحمد صادق دياب

TT

في رأيي أن الإعلام الرياضي في الوقت الحالي والمستقبلي سيعاني كثيرا مثله مثل كل وسائل الإعلام التقليدية. فلم يعد الحصول على المعلومة وقفا على جهة معينة أو اختصاص فئة معينة، بل أصبح الإعلام الحديث بكل وسائله هو الأسرع والأخطر والأكثر انتشارا.

كنا في السابق نتنافس على من يحصل على المعلومة أولا، لكن الآن التنافس أصبح من القادر على نشر المعلومة بسرعة الضوء.. فخبر صغير الآن أو كبير يمكن اختزاله في 140 حرفا يمكن أن يلف الكرة الأرضية بكاملها ويعود والصحف والتلفزيون ما زالت تعد طريقة العرض لذلك الخبر.

الرياضة السعودية الآن بالفعل أصبحت أمام تحدٍّ إعلامي جديد، فلم يعد الجمهور متلقيا فقط، لكنه أصبح جزءا مهما من الوسط الإعلامي مشاركا بفكره وقلمه، وأصبحت لديه القدرة على التأقلم مع متطلبات هذا الإعلام الحديث وتطوره المتلاحق. وبدأ يأخذ مكانه كلاعب أساسي في الوسط الإعلامي كناشر مثير ومقيم ومعلق على الخبر الرياضي.

لست ممن أنضم إلى الـ«تويتر» مبكرا، لكني وجدت نفسي مؤخرا مبهورا بهذا النوع من التغريد، والإعلام المؤثر القوي، واكتشفت كم تأخرت في الانضمام إلى الأسراب التي سبقتني إليه، وحقيقة أسفت على هذا التأخر لسببين، أولهما: أنني وجدت أن الشباب الموجودين في هذه الوسيلة الإعلامية الخطيرة جدا، بالفعل لديهم من الأفكار الإيجابية الجميلة ما يمكن أن يغير صورة وأداء الكثير من الجهات الحكومية الرسمية لو تم الاستماع إليهم والأخذ بأفكارهم ومناقشتهم.. السبب الثاني: أن هذه الوسيلة التلقائية تمنحك فرصة التقرب والتعرف عن قرب على أناس لم تتح لهم الفرصة لإيصال أفكارهم، فبعضهم تجده في غاية العصبية والحدة في النقاش، لكن سرعان ما يكون مستمعا جيدا ويناقش في هدوء عندما تعطيه الفرصة للتعبير، بينما هناك نوع من الشباب يأسرك بخلقه وهدوئه وقدرته على قيادة دفة الحوار.

الـ«تويتر» اليوم بالفعل وسيلة إعلامية تحتاج منا إلى الكثير من التفكير والتركيز والتحليل والاستفسار والمتابعة والدراسة، أعتقد أننا لم نعد بحاجة إلى تلك الدراسات المطولة والعميقة والمكلفة حيال التي تعنى بتوجهات الناس، فأمامنا شرائح مختلفة متعددة متنوعة يمكن أن تكون أكثر تأثيرا في مصداقية الدراسة من تلك التقليدية التي تعودنا عليها.

شخصيا أعترف وأفتخر بأني تعرفت على شباب في هذا المجال من أصحاب الرؤى الواقعية العقلانية الرائعة، وقد استفدت كثيرا من الحوار معهم، وعرفت عن قرب الكثير من معاناتهم، وكانت متطلباتهم بالفعل بسيطة وأفكارهم مثيرة وإيجابية، وأعتقد أن هؤلاء الشباب سيكونون بالفعل الوقود المقبل لأي عمل شبابي، فهم يملكون الفكر والرغبة والحب لخدمة رياضة بلادهم بالشكل الذي يجيدونه، وكم كنت سعيدا وأنا أستمع إلى الكثيرين منهم يبدون استعدادهم للعمل على موقع الاتحاد تطوعا من دون مقابل. هذه هي الروح المقبلة من المستقبل.