لا تقارنونا بأحد.. إحنا غير

عبد العزيز الغيامة

TT

«لم نأت إلى الدوحة من أجل المشاركة أو السياحة.. لم نحضر إلى هنا بهدف البحث عن ضوء أو إعلام؛ بل جئنا لتحقيق ميداليات متنوعة. إن هدفنا الرئيسي هو تحقيق 260 إلى 265 ميدالية متنوعة بينها أكثر من 80 ذهبية، حينما نحقق هذا الهدف الذي تسعى إليه البعثة، أستطيع القول إننا نواصل الريادة ونهدف إلى تزعم الرياضة في المنطقة من خلال دورة الألعاب العربية».

هذا الكلام لم يصدر من لجنة أولمبية خليجية غنية، سعودية كانت أم إماراتية أو حتى كويتية بل وحتى جزائرية؛ بل من لجنة أولمبية تعاني بلادها من ويلات الفوضى طوال العام الحالي، ورغم ذلك، فإن اللجنة الأولمبية المصرية تبدو من خلال أبطالها متصدرة لائحة الترتيب للألعاب العربية منذ انطلاقتها وحتى أمس، رغم أن لها العذر وأي مبررات تسوقها، كما يبرر مسيرو لجان الخليج الأولمبية وللأسف!

متى تحقق الإنجاز؟ حينما تضع الهدف. متى تستطيع أن تنافس؟ حينما ترسم الخطط والاستراتيجيات طويلة المدى.. نعم يا سادة يا كرام، الخطط والاستراتيجيات الحقيقية، الخطط والاستراتيجيات التي بالإمكان أن تحاسب نفسك عليها، لا أن تكون مجرد حبر على ورق كما يحدث هنا وفي بعض الدول الخليجية!.

أيضا أعجبني تصريح أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبد الرحمن حينما قال إنهم يسعون للمنافسة على الصدارة، نريد تحقيق الميداليات، لن نتهاون في أي منافسة وسنحاول بقدر المستطاع بلوغ الهدف المرسوم!!

إن لهم هدفا مرسوما كما هو الهدف المرسوم لأبطال الرماية السعوديين.. إنهم فعلا قناصون.. إنهم رماة حقيقيون.. إنهم ذهبيون كالميداليات التي يقتنصونها كل يوم في غياب دعم «مفقود» لا يذكر من أولمبيتهم.. وسط جهود كبرى ورائعة من رئيس الاتحاد السعودي للرماية، وأمينه العام، وقبل ذلك كباره من اللاعبين الذين يستحقون كل التقدير والإعجاب.

يقول أمين عام الاتحاد السعودي للرماية العقيد رياض الرشيد إن الهدف من المشاركة في دورة الألعاب العربية أن نحقق 7 ميداليات ذهبية. قال ذهبية ولم يقل متنوعة، تستحق رفع «القبعة» يا رياض لأن أبطالك في الطريق سائرون، ولأنهم بالقرب من الهدف واصلون، هذا ما نريده وما نأمله من كل الألعاب السعودية المشاركة.

أثق كثيرا في إمكانات فرسان البلاد الذين تعودنا منهم التألق، والحال ذاته لأبطال ألعاب القوى، لكنني كنت أتمنى أن أجد تصريحات كلها ثقة وتفاؤل وتحدي من مسؤولي اللجنة الأولمبية السعودية بشأن ما هو هدفهم من هذه الدورة.

ماذا يريدون أن يحققوا فيها؟ ما الحد الأعلى من الميداليات المتنوعة التي يطمحون في تحقيقها؟ من هنا تستطيع أن تقيس فكر وتخطيط وعقلية كل لجنة أولمبية.

قبل وأثناء الدورة، أسمع تصريحات تحد وإثارة ووعودا حقيقية من قبل اللجان الأولمبية المشاركة بأبطالها، لكنني في المقابل أسمع تصريحات من اللجنة الأولمبية السعودية بعدم المقارنة مع اللجان الأولمبية الأخرى لأن العناصر التي تتفوق هناك هي نسائية.

إنها أعذار، أسمعها منذ عام 2004، وحتى الآن، وسنواصل ترديدها ربما حتى تستضيف قطر أولمبياد 2020، ولماذا لا نواصل الترديد ما دام الهدف غائبا والتخطيط مفقودا، والعناصر النسائية أبرز عذر، ويا له من عذر.

[email protected]