ذكاء الاتحاديين.. أم (طاولتهم)؟!

هيا الغامدي

TT

تلعب العاطفة دورا أكثر من اللازم في قضايا انتقالات اللاعبين خاصة الذين يشكل وجودهم بالمعتقد الخاص «ماركة مسجلة» باسم النادي! فقط تخيلوا معي الدراما الأخيرة بسوق الانتقالات والأخذ والهات التي جاء بطلها الدولي محمد نور. فأيا كانت الوجهة الجديدة الجيش القطري أو غيره، يبقى انقسام الآراء سيد الموقف حيث لا تجد رأيا متوسطا، أو رماديا؛ فإما بياض وإما سواد، إما مع وإما ضد، ومن النقيض.. للنقيض تفاوتت الصيغة الاتحادية الأخيرة بين اللاعب وناديه، تشرذمت الآراء ما بين يميني (محالف).. ويساري (مخالف)، وإن جاء قرار الحسم متأخرا لكنه شجاع ومنطقي وإن تشكل من تحت الطاولة! أقف له احتراما فمن الذكاء والفطنة والحصافة إبقاء الاتحاديين على لاعبهم واستفادتهم من دروس غيرهم..! وإن كنت أتساءل عن صحة ما تطلقه «الأبواق» الصفراء من صيحات استهجان ومحاربة علنية للاعب الذي أعطى ناديه الكثير، فإذا كان نور من يدير الفريق فما ميزة وجود الرئيس «صوريا فقط»؟! وإذا كان نور يتدخل بعمل المدربين فما أهمية وجود مدرب؟ وإذا كان نور يحارب الإداريين فلماذا تبقي الإدارة الاتحادية عليه؟! لماذا لم تتركه يرحل نهائيا ودون عودة؟ أما إذا كان القرار خارجا عن رغبة الإدارة الحالية فمن يدير الاتحاد؛ الرئيس الصوري.. أم الداعم الأكبر؟!

أمور كهذه تسهم بما لا يدع مجالا للشك بصنع فراغات حقيقية بل ثقوب بين اللاعب وناديه وتفسد العلاقة بينهما خاصة مع عنصر مؤثر كنور وحاجة الفريق إليه وتبدد «وقفة النفس» بين اللاعب وفريقه. جميعنا نعلم مدى التأثير الفني والمعنوي والذهني الذي يصنعه نور مع الاتحاد ولدى زملائه، وإن وصفوه بالمزاجية والطمع والـ.. «في فمي ماء»!!

يا عقلاء الاتحاد اقتربوا من ناديكم..لاعبكم أكثر، شاركوا الإدارة صنع القرار الذي يفعل المرونة مع الآخر والتفهم بدلا من الأوامر والصيغ العسكرية فالنادي ليس كتيبة واللاعب ليس جنديا، والمفاوضات لا تأتي «بالعين الحمراء» ومع ذلك جاءت صيغة القرار الأخيرة منطقية وعقلانية حكمت مبدأ المصلحة العامة المشتركة وأبقت اللاعب بناديه بتوقيت الاستحقاقات المنتظرة فيه كثر ما بين محلية وقارية! والخبرة دون أدنى شك تصنع الفارق وتصوت لخيارات العقل بعيدا عن وسواس خفافيش الظلام وقوائم النصيحة الكاذبة المدلسة!

الإدارة العقلانية تبحث مع لاعبها عن الأسباب الحقيقية التي جعلت العلاقة بين الاثنين متوترة وعلى صفيح ساخن، دعونا نتصارح، المسألة برأيي ليست عرضا وطلبا بل هي مسألة عدم ارتياح تلك التي عجلت برحيل قناص الهلال، وسعد النصر.. يجب على الإدارة فتح باب حوار تغلق من ورائه قائمة الثقوب الصغيرة التي فعلت الخلاف، وإن كنت أشدد هنا على النواحي السيكولوجية التي تصنع الفارق دائما بقضايا انتقالات اللاعبين و«تطفيشهم»!

وبالمقابل أعجبتني حمية بعض الاتحاديين وغيرتهم المفرطة على لاعبهم متجاهلين زعيق الأبواق الناعقة بما لا تفقه كتفعيل لمبدأ «لوي الذراع» وخلافه! أما فرصة الاحتراف الأخيرة بين الجيش ونور فلا أعتقد أنها كانت ستذهب أبعد من غيرها خاصة تلك التي لم تجن سوى السخرية والانتقاص والتهميش والانزلاق عن الذاكرة فجأة والغياب والاضمحلال.. نسأل الله حسن الخاتمة.