أيها الرماة.. «ألا مسدس تؤجرونه؟»

مساعد العصيمي

TT

«أعلمه الرماية في كل يوم».. لا.. لم يعلمهم أحد، بل هم من أعطانا الدروس..

لن أبدأ بالثناء، بل بما أعلمه عنهم.. فقد كنت إلى وقت قريب تأخذني مشاوير آخر الأسبوع في العاصمة الرياض شرقا، ويلفت نظري لوحة كبيرة تشير إلى موقع ميدان الرماية.. لكن لم تكن تعني لي شيئا سوى أن هناك أناسا يغمضون عينا ويفتحون أخرى كي يكون «تنشينهم» على الهدف دقيقا.. هم يرمون لكن ماذا يرمون؟.. أبسهم أم برصاصة؟.. حقيقة.. لا أعلم!

لكن بعد الأسبوع الأول من أولمبياد الدوحة.. أدركت أنهم يرمون ليصيبوا ويكسبوا الأفضليات والإنجازات.. يرمون وهم غانمون.. كيف هم وعلى ماذا يعتمدون.. وإلى من ينتمون؟!

همست إلى صديق مطلع.. كيف فعلوا ذلك وهم في ظل الميزانيات الضعيفة وتحت الإدارة الأولمبية التي تفضل كرة القدم على كل شيء؟.. ابتسم بسخرية.. ليقول: «طلع نقبكم يا صحافيين على شونة»، فهذا الاتحاد ينتمي إلى القطاع العسكري وإدارته عسكرية.. وبرامجه وأهدافه ترتبط بالقطاع العسكري.

هنا أدركت فعلا أن «نقبنا طلع على شونة».. وأن الإنجاز كان لأن هذا الاتحاد ينطلق من أهداف عليا واضحة المسار والطريق.. وعليه لم يكن غريبا أن يظفر بكل هذا الذهب والفضة.. وفق حصيلة جعلتنا نرفع رؤوسنا بتباهٍ.. نقلب الصحف ونستمع للأخبار.. أوليس لنا رصيد يرفع الرأس؟.. بعدما كنا نهرب من أي لقاء.. أو تجمع.. وكاتب هذا السطور فعل ذلك.. هربا من قناة تلفزيونية خليجية أرادت أن تفهم أسرار الإخفاق في الأولمبياد البحريني.. لأعتذر متعللا بأن مثل ذلك خطة حتى لا تنكشف أوراقنا لمنافسينا الأوروبيين والأميركان خلال أولمبياد لندن 2012.

نعم أيها الرماة البارعون.. ألا سيف أو مسدس حتى لو لعبة تؤجرونها لباقي الاتحادات؟.. على رأي شيخنا نزار قباني.. «فَكُلُّ أَسْيَافِنَا قَدْ أَصْبَحَتْ خَشَبَا».. ألا قدرة لكم لأن تضيفوا باقي الاتحادات من فئة «لم ينجح أحد» إلى معسكركم شرق الرياض ترعونهم كي تصبح «سيوفهم ذهبا».. نعم أيها الرماة البارعون، فقد أعدتم ثقة لنا خرجت من رحم الإنجاز.. بعدما خشينا أن نقبع في المركز الأخير.. ونحن أصحاب الخبرة في ذلك.. واسألوا أولمبياد البحرين!

لكن ثمة سؤال.. يعيث بخاطري.. هل اتحادكم أيها الرماة هو من فئة ميزانية المليون ونصف في العام، ولاعبوكم من أبو الـ80 ريالا في اليوم، أم أن شأنكم مختلف؟!

وبعد يا أولمبيتنا الموقرة.. ندعوكِ بكل الحب.. بل والاستجداء.. أن تنقلي مقر تلك الاتحادات إلى ميدان الرماية شرق الرياض.. لعل وعسى أن نجد بعض ألق.. فقد سمعنا أن من جاور السعيد يسعد، ولعلهم يجدون بعض ذلك هناك!!

وبعد تحية لهذا الاتحاد الذي خرج من رحم الاعتماد على النفس.. تحية لرئيسه وأعضائه وكتيبته المتألقة.

[email protected]